المسرحية المغربية "الوجه الأخر للقمر"، إمرأتان وذكرى رجل

تونس/ متابعات/ المسرحية المغربية "الوجه الآخر للقمر"، أداء سهام حراكة وفيروز عميري.

تدور أحداثها في شقة، تجمع امرأتين وذكرى رجل ثالثهما، حاضر ومؤثر في نسقها لكنه غائب جسديا

المسرحية المغربية "الوجه الأخر للقمر"، إمرأتان وذكرى رجل
Photo source: - Compilation of news visibility from Google

بثينة وكنزة، الأولى عمرها خمسة وعشرون عاما لازالت تحلم بالحب وتبحث عن زوج يحتوي أفكارها ومشاعرها والثانية تجاوزت الأربعين وتعلمت الكثير من دروس الحياة.

في منزل "سي مصطفى"، طربوشه يرمز إليه، كنزة المسؤولة عن تنظيم مواعيده الغرامية، لأن مصطفى مغرم بإعادة "الليلة الأولى" كلّ مرة مع فتاة جديدة يعاشرها ويترك لها مستحقاتها المالية وتغادر في انتظار يوم جديد وضحية أخرى تلبس قميص النوم الأحمر المعلق قرب الطربوش.

تبدو كنزة (فيروز عميري) صارمة وقوية هي سيدة المكان والفعل، أما بثينة (سهام حراكة) فخائفة من اللقاء والانتظار، "كنزة" تقدم دروسا لسهام حتى ترضي "سي مصطفى" وبعد كؤوس من الخمرة تظهر حقيقة "كنزة" فتبدو كطفلة صغيرة صنع منها الخوف والظلم وحشا، وتتحول "بثينة" إلى وحش ينفض عنه تلابيب الخوف.

في النهاية كلتاهما ضحية المجتمع الذكوري والسلطة الأبوية، فكنزة أحبت سي مصطفى وتركت زوجها لأجله فتركها هو الأخر بعد وعدها بالزواج بل أصبحت عشيقته وهي المكلفة بمهمة اختيار الفتيات لإعادة متعة "الليلة الأولى".

أما "بثينة" فعانت من ظلم الأب وقسوته في الطفولة وفي الشباب أحبت "كريم" لكنه لا يملك عملا قارا فاختارت أن تبيع جسدها علها تجمع ثمن "صداقها" لتتزوج كريم.

لكن في نهاية المسرحية تكشف بثينة أن حبيبها كريم ينتظرها في الأسفل وهو المشرف على عملها في الدعارة حتى يتزوج بها، فالأحداث متشابكة تشابك الظلم والوجع، وجع المرأة في المجتمعات العربية، وجع الظلم الذي يسلط على جسدها، وجع اختصار كيانها في قميص نوم احمر اللون.