تونس..عوض سلام يكتب من مدينة جبال حب الملوك والتين عن القوة الناعمة لبنى نعمان

شبكة الرؤية الإخبارية المصرية/ تونس/ سليانة (شمالي غرب)، من عوض سلام:

أن تعيش لحظة الورقة البيضاء كإعلامي، بعد سنوات الخبرة، فإنه لدليل عجز محمود، فقط ضع القلم وتذكر هذه الليلة الصيفية، التي كانت نسمات الشمال الغربي، بتونس، بين جبال غابات حب الملوك، في سليانة، مع أهازيج بصوت ناعم، وان اشتقت الصفة من لقبها، التونسية لبنى نعمان، تذكر هذا المزيج، حتى تجد قلمك تفوح منه رائحة الارجوان، وليس حبرا، في وصف هذه الليلة.

أحيت لبنى نعمان بموهبتها أغاني التراث الحماسية والسياسية، مُستخدمة موسيقى عصرية وأداءً مُبتكرًا لجذب جيل جديد من المستمعين

المسرحية والمطربة، التونسية لبنى نعمان، أحيت إحدى سهرات مهرجان "المسرح والمجتمع" بسليانة في دورته الثالثة، (21-26 يونيو2024)، وسط جمهور، كشف قدرة القوة الناعمة في احياء ملكات إنسانية ظننا أنها وئدت من لدن غرابيب سود، حاولت أن تعشش في أفق أجيالنا.

اقرأ ايضأ:-

ربما عن غير قصد، أو مستهدفة تلك الذات الإنسانية التي خلق عليها، قبل سنوات عجاف، حاولت وتحاول قوى استعمار النفوس النيل منها، أثبتت لبنى نعمان، وهي "ترتل أفكار الشيخ إمام"، أن ترى ما زرعت في تلك النفوس البريئة بدأ يرى النور، فكانت الأجيال الخضراء تنشد معها، وبنغماتها ووقفاتها -وأيضا وقفتها- "شيد قصورك" ، "البحر بيضحك ليه"، و"عزيزة"..

أدت لبنى نعمان عرضا تمثيليا غنائيا، تماهت خلاله في لوحة مع الأطفال، الذين تجمعوا حولها، لنرى كيف تستطيع القوة الناعمة استقطاب "جيشا" من الحب والأطفال والشباب، حيث "غزت" قلوبهم فسيطرت على عقولهم.

أحيت لبنى نعمان بموهبتها أغاني التراث الحماسية والسياسية، مُستخدمة موسيقى عصرية وأداءً مُبتكرًا لجذب جيل جديد من المستمعين، محافظة -في الآن نفسه- على روح الأغاني الأصلية، بينما أضفت عليها لمسة حديثة تجعلها مُتوافقة مع العصر، ومع "ملكة المسرح التي تحتل روحها".

قراءات كثيرة وتحليلات ممكن أن تندرج تحت هذا المشهد، الذي يراه "الشرذمة" إنذار خطر بحرق كل ما زرعوه من احباط ويأس، وأيضا خنوع، وتنبت مكانه ينع حب الحياة والوطن...

سهرة لبنى نعمان ضمن مهرجان المسرح والمجتمع بسليانة، تعتبر أساسة يبنى عليه، فهي غازلت المجتمع من أساسه، من أجل بنيان صحيح لوطن قوي.