حزوة، عندما تتملكك الصحراء كوتد من خيامها، في افتتاح الدورة 25لمهرجانها

إذا لم تتماه مع الصحراء، حتى سرابها لن يرويك، وتشعر أن جمالها جبالها، وخيلها خيالها، فإن لم تكن جزء منها، فحاول ألا تكون جزء فيها

تونس/ توزر- حزوة/ كتب: عوض سلام/ احتفل المهرجان الدولي للخيام بحزوة، باليوبيل الفضي، وعمّت المدينة إيقاعات الدورة الخامسة والعشرين، من 28 إلى 31 أكتوبر2019، برعاية المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر، والمندوبية الجهوية للسياحة بتوزر، تحت إشراف وزارتي، السياحة والصناعة التقليدية، والشؤون الثقافية.

صورة من أعلة ساحة مهرجان حزوة الدولي للخيام
مصدر الصورة: تصوير عوض سلام

وفي قرية حزوة الزاحفة نحو المدنية، وعلى بعد 2كلم من الحدود الجزائرية، والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 4.5 آلاف نسمة، كان المتابعون حوالي 5آلاف، حيث نجح مهرجان الخيام في اجتذاب الزوار من الشقيقة الجزائر إلى كانب الضيوف العرب القادمين من ليبيا، الأردن، العراق، ومصر.

{vembed Y=OldJwztwzC0}

أحبك حزوة...وما بعد ذلك

هذا الشعار على مدخل البلاد لم يكن عبثا وُضع، ففي مثل هذه الأماكن من الجنوب التونسي، إن لم تستطع التناغم مع تقاليدها، حتى تصبح جزءا من لوحاتها، تشعر أنك نشاذ، ودخيل على طبيعة لن يستطيب لك العيش فيها، بعكس ما تشعر به من راحة إذا ما تمازجت مع طبيعتهم التي تجعلك تشعر بأنك وسط معرض للجداريات التي ترتسم فيها تقاليد الصحراء وحياة البدو الرحل.

فقد كان كافة سكان المدينة على اختلاف الأعمار في تفاعل كبير مع كافة ما قدمه المهرجان، من فقرات بدءا بماجورات تنشيط الشوارع، وصولا إلى محاكاة حياة البدو في صحرا "بثر العيسلي" مرورا بملحمة "حديث الصحراء".

صورة للفرسان في صحراء حزوة في افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للخيام

افتتاح متعدد المذاقات

إذا كنت تبحث عن الاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الصحراوية، تجد أمامك بحرا شاسعا من الرمال، أين تترامى "أمواج" الرمال ويتوسطها خيام البدو والرحل، في ساحة المهرجان، وراية تونس منتصبة كعنوان للشموخ بكل تأكيد، ولكن ربما كإشارة للمسؤولين الحاضرين الافتتاح، وهم والي توزر، معتمد حزوة، المندوب الجهوي للسياحة، مندوب الشؤون الثقافية، أن هذه الأرض قطعة من هذا الوطن، وتستحق أكثر من ذلك.

رفرفت أيضا راية الجزائر الشقيق، ووسط متابعة آلاف الجماهير، كانت العروض البدوية التي قدمتها إلى جانب العروض التونسية والقادمة من ليبيا، وسط تفاعل الجماهير، وزغاريد النسوة.

{vembed Y=O376tnO4PCs}

كل خيمة كان لديها حكاية تاريخية، هنا غزل الصوف، وهناك صنع القفف من سعاف النخيل، وليس ببعيد بيع الجرار، وكل خيمة تجد فيها عبق التاريخ المرتسم بين طيات الثياب التقليدية، والوشوم على أيادي وجباه البعض منهم.

وتدخل الفرسان على الأحصنة، عن بعد، لم يكن مشهدا متكملا إلى حينما حط رحال الجمال، التي في تهادي سيرها تشعر بأنك من مستقبلي قوافل التجارة في سالف الزمان.

لم تنتقص لوحات الافتتاح من وسائل الترفيه عند البدو، وكانت لعبة الهوكي السويدية على الجليد، أو الغولف على المساحات الخضراء الشاسعة، كانت لعبة "المعقاف" التي يلعبونها على الرمال حاضرة في ومضة لم تخل من الطرافة، وتم إدراجها للتعريف بأن سكان هذه المناطق كانوا لديهم ألعابهم الشعبية التي تدل على التمازج والاندماج والتماسك بين أفراد المجتمع.

ألبوم صور من فقرات افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للخيام بحزوة

{gallery}stories/galleries/hazoua:::0:0{/gallery}