وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية : وجهة نظر أوسع من حدود "الإيالة التونسية" لتصل الأراضي الفارسية

الصناعات التقليدية الإيرانية في قلب متحف تونس الوطني بباردو

تونس-خاص-متابعة وتغطية: عوض سلام – بينما تعيش تونس مخاضا متعثرا لميلاد حكومة جديدة، تسترسل هياكل ومؤسسات من أجهزة الدولة مسيرتها في طمأنينة الواثق بأن هذا المخاض سيأتي برجال تضع مصلحة البلاد والعباد ديدنا لكافة تحركاتها وقراراتها، أو بأن هذا ما يجب أن يكون.

 المدير العام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار
Source de l'image: - google

وتعمل هذه المؤسسات التونسية على خلق أرضية ووضع أسس تمهيدية لاختصار الوقت، ويستطيع القادمون أن يبنوا على ما هو قائم، ومن بين تلك المؤسسات وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية (amvppc) التي أخذت من عباءة إحياء التراث التونسي قبسا لتمد به جسور التواصل مع العالم، متعاونة في هذا الإطار مع الهياكل الفاعلة في الحقل الثقافي، ومنها المعهد الوطني للتراث، والمتحف الوطني بباردو.

{vembed Y=txwewh4nWiQ}

ومن بين ثنايا هذا التعاون كانت التحركات إلى خارج حدود "الإيالة التونسية" – الاسم القديم لتونس في ظل الدولة العثمانية - بل وأبعد من أفريقيا، وجاءت بتراث فارس إلى قلب العاصمة التونسية.

ففي أجواء تجعلك تستشعر أنك في أروقة وزارة خارجية، أو إحدى منظمات العمل العربي المشترك، كان حفل افتتاح أسبوع الصناعات التقليدية الإيرانية، الذي ينتظم في الفترة من 31 ديسمبر2019 إلى 8 يناير 2020، في إحدى أبهاء متحف تونس وذلك بالتعاون مع القسم الثقافي بسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس، وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية.

مراسم الافتتاح كانت بحضور سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية بتونس، ومدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار، ومديرة المتحف الوطني بباردو، الدكتورة فاطمة نايت ايغل، ومدير المعهد الوطني للتراث، فوزي محفوظ، ومدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس، ميثم فراهاني، وبعض من ممثلي الهيئات الدبلوماسية للبلدان الصديقة والشقيقة ومن النخب التونسية المثقفة، ومن مُدراء المؤسسات الثقافية التونسية وبعض الإعلاميين التونسيين والدوليين المعتمدين لدى رئاسة الحكومة التونسية.

البداية كانت مع كلمة الافتتاح لمدير المتحف الوطني بباردو، فاطمة نايت إيغيل، حيث قامت بتقديم الضيوف والترحيب بهم، منوهة بكافة جهود المؤسسات الفاعلة في هذا الخطوة على طريق التحرك الدبلوماسي الثقافي التونسي، والتي تؤمن بأن العمل الثقافي لا يقل أهمية عن التحركات السياسية.

ومن موقعه كمدير عام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، قال مهدي النجار، إن هذا الخطوة تندرج ضمن استراتيجيات وتوجهات عامة للدولة في دعم العلاقات بين تونس والبلدان الشقيقة والصديقة، ;وأن هذه التظاهرة تعبر عن تثمين الحراك المثمر للدبلوماسية الثقافية، فضلا عن مكانة التعاون بين البلدين تونس والشقيقة إيران، مما يزيد من دعم أواصر علاقات التعاون الثقافية، وأن "الوكالة" تعمل من موقعها على تثمين التراث التونسي، سواء من خلال التعريف به ضمن مكانه ومكانته، أو كإطار يحتضن تراث وثقافات أخرى... متمنيا التوفيق لجميع الحضور.

وكان يسيرا على مدير المعهد الوطني للتراث، فوزي محفوظ أن يرتجل كلمة رحب خلالها بالضيوف مثمنا مثل هذه الخطوات التي تقطعها تونس على مستوى الدبلوماسية الثقافية، معرجا على العلاقات التاريخية بين تونس وإيران، مشيرا إلى أن هناك من التونسيين من لديه أصول إيرانية.

كما تم تكريم عدد من الشخصيات الحاضرة من الجانبين التونسي والإيراني، ومن تونس هم: مدير عام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار، ومديرة المتحف الوطني بباردو، الدكتورة فاطمة نايت ايغل، مدير المعهد الوطني للتراث، فوزي محفوظ، مديرة التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الثقافية، فائقة العواني، مدير مصلحة الإعلام بوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، جميلة بنور.

ومن إيران: مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس، ميثم فراهاني، و"منیژه مختاری" المديرة العامة لمؤسسة المبدعات "عقيق".

وكان المعرض فرصة للاطلاع على المصنوعات التقليدية الإيرانية، والنقش على الخزف، والنحاس، واللوحات الفنية ذات الطابع الزخرفيّ وبعض التحف والأواني المنزلية المزخرفة والحقائب اليدوية والحرفية والإكسسوارات ذات الطابع الفني.

وفي قسم آخر كان السجاد الإيراني ذو الطابع التراثي العريق، والمعروضات من الحُليّ والطرز والخزف والنسيج والأواني والأطباق المنحوتة والديكورات المنزلية المنقوشة.

وقال المدير العام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار في تصرح لـ"الرؤية الإخبارية" أن مثل هذه التظاهرات فرصة لتبادل الخبرات ومزيد استقطاب الزوار إلى المتحف الوطني بباردو، موضحا دور الوكالة والمتحف في الوصول إلى تنظيم هذه التظاهرة، مضيفا أن الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس، سيتلوه الأسبوع الثقافي التونسي في إيران.

{vembed Y=k4-idu64NK0}

وفي تصريح لمدير متحف باردو فاطمة نايت إيغل، خصت به "الرؤية الإخبارية" قالت إن تونس منفتحة على كافة البلدان، وقد قامت بتنظيم مثل هذه التظاهرة مع الصين واليابان، وتحدثت عن بداية فكرة إقامة معرض للجمهورية الإيرانية، وقالت إن هناك مشروع لمعرض رقمي مع إيطاليا، كحدث سيكون الأول من نوعه.

كما قالت إن هناك اتفاق مع الدول العارضة على محتويات المعارض حيث هناك معروضات ممنوعة، مرحبة في الآن نفسه بجمهورية مصر العربية كدولة شقيقة للتعاون في مثل هذه التظاهرات.

{vembed Y=HsXvpcVNZEM}

كما قال مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس، ميثم فراهاني أن هذا المعرض يتنزل في إطار تعزيز الدبلوماسية الثقافية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التونسية وسعي لتثمين التعاون الثقافي بما يعكس المقومات الثقافية المشتركة، بين البلدين اللتين تربطهما العديد من الاتفاقيات والمواقف السياسية الموحدة.

{vembed Y=4YWBStljBEM}

المعرض في مجمله يزخر بالعديد من الزخرفيات والصناعات التقليدية الإيرانية، وصولا إلى السجادة الشيرازية، لكنه ينتظم خلال أسبوع احتفالات رأس السنة الإدارية وفي ذروة انخفاض درجات الحرارة، الذي يقابله ارتفاع في أسعار المعروضات بما يدفع إلى التساؤل: هل ترغب طهران في أن تجني المال من وراء هذا المعرض؟ أم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أرادت أن توجه من خلاله رسالة وحيدة مفادها، نحن نمتك مكانة هنا، في قلب تونس.