محاكمة فضل شاكر: من نجم الرومانسية إلى مقعد المتهمين.. موعد الثلاثاء يعيد فتح جروح عبرا بعد 12 عاماً

#فضل_شاكر #محاكمة_عسكرية #أحداث_عبرا #لبنان_فن_سياسة #عودة_النجم

محاكمة فضل شاكر: من نجم الرومانسية إلى مقعد المتهمين.. موعد الثلاثاء يعيد فتح جروح عبرا بعد 12 عاماً

الرؤية المصرية:- بيروت، لبنان - حددت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان الثلاثاء 25 نوفمبر كموعد لبدء محاكمة الفنان اللبناني الشهير فضل شاكر في أربع دعاوى خطيرة، تشمل الانتماء إلى تنظيم مسلح وتمويله، وحيازة أسلحة غير مرخصة، والنيل من هيبة الدولة، في تطور يعيد إلى الأذهان أحداث عبرا الدامية عام 2013، ويثير تساؤلات حول مصير نجم رومانسي تحول إلى رمز للجدل السياسي والديني.

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من تسليم شاكر نفسه طوعاً إلى الجيش اللبناني في 5 أكتوبر الماضي، عند مدخل مخيم عين الحلوة جنوب صيدا، حيث أمضى أكثر من عقد يختبئ فيه من الملاحقات القضائية.

ومع سقوط الأحكام الغيابية السابقة تلقائياً بموجب القانون اللبناني، ستبدأ المحاكمة من الصفر، كما أكدت مصادر قضائية، وسط توقعات بإسقاط بعض التهم بعد جلسات أولية أجراها شاكر في أكتوبر أمام محاكم مدنية وعسكرية.

ولم يقتصر الأمر على الإجراءات القانونية؛ فقد أثار قرار المحكمة موجة من التفاعل على وسائل التواصل، حيث يتابع ملايين المعجبين مصير الرجل الذي سحر عقوداً بصوته الدافئ في أغانٍ مثل "يا طير" و"عمري كله ليكِ"، قبل أن يغرق في عالم السياسة المتطرفة.

وفي جلسة أولية أمام رئيس محكمة الجنايات بلال الضناوي في 22 أكتوبر، جدد شاكر عبر محاميه رالف طنوس تأكيد براءته، معتبراً التهم "ملفقة ومسيسة" لتصفيته فنياً وسياسياً على مدى 13 عاماً.

تعود جذور القضية إلى يونيو 2013، عندما اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة عبرا قرب صيدا بين أنصار الشيخ المتشدد أحمد الأسير – الذي اقترب منه شاكر بعد اعتزاله الفن عام 2012 – والجيش اللبناني، إثر هجوم على حاجز عسكري.

 أسفرت المواجهات عن مقتل 18 جندياً و11 مسلحاً، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع الأسير، الذي كان شاكر جزءاً من مناصريه.

هرب شاكر حينها إلى مخيم عين الحلوة، حيث أصدرت المحكمة العسكرية حكمين غيابيين بحقه في 2020: الأول 15 عاماً مع الأشغال الشاقة لتقديم خدمات لوجستية لإرهابيين، والثاني سبع سنوات وغرامة مالية لتمويل الجماعة وشراء أسلحة.

رغم الظلال القضائية، لم يتوقف شاكر عن الغناء من داخل جدران السجن، حيث أعد إطلاق أغانٍ جديدة، أبرزها "كيفك ع فراقي" مع نجله محمد، التي حصدت أكثر من 113 مليون مشاهدة على يوتيوب منذ يوليو الماضي.

وفي منشور مؤثر على إنستغرام، نشر محمد مقطعاً من "يا طير" مع تعليق "إلى أبي"، يعكس الدعم العائلي وسط الضغوط. ويأمل الفريق القانوني في جلسات نوفمبر أن تؤدي إلى تخفيف الاتهامات، خاصة بعد توصية الهيئة الاتهامية بإسقاط بعضها في أكتوبر، مع جلسة متوقعة في منتصف ديسمبر للبت في التفاصيل.

من مواليد صيدا 1969 لأب لبناني وأم فلسطينية، يُعد شاكر واحداً من أيقونات الغناء العربي، لكنه اختار طريقاً مختلفاً بعد اعتزاله، معلناً أن فنه السابق "لم يعد يشرفه"، وداعياً إلى القتال في سوريا.

اليوم، مع اقتراب المحاكمة، يترقب الجمهور العربي – من القاهرة إلى الخليج – ما إذا كان هذا الفنان الذي مزج بين الرومانسية والثورة سيعود إلى المنصات أم سيظل أسيراً لماضيه، في بلد يعاني من أزمات سياسية وأمنية لا تنتهي.