تستقبل مدينة الدار البيضاء بأياد مفتوحة، مصمم الأزياء المعروف ماو لخضر، الذي يبصم على عودة كبرى إلى البوديوم وعالم الأزياء من خلال تشكيلة جديدة أطلق عليها اسم "العودة" "COME BACK".
بعد أن غادر المغرب لبضع سنوات ليستقر في دبي، من أجل مواصلة مسيرته المهنية في مجال الأزياء، وجد المصمم المبدع ماو لخضر طريقه للعودة إلى ورش العمل المغربية واختيار الاستقرار في مدينته الأصلية فاس. هناك، في تلك المدينة التي يبلغ عمرها ألف عام، المهد الحقيقي للتاريخ الثقافي والفني المغربي، والتي تصدح بتراث الأجداد، يستمد ماو لخضر إلهامه الآن.
كان يا ماكان.. قفطان ولقاء
كانت عودة المصمم المبدع مرفوقة بلقاء استثنائي في مساره، ففي 2010 التقى ماو بفرح الشرايبي المهووسة بعالم الموضة، والتي عهدت إليه، بمناسبة حفل زفافها، بتصميم إحدى قطع القفطان الخاصة بها، وتحت تأثير سحر أسلوبه المتفرد، اقترحت الشابة أن يوحدا جهودهما ويؤسسا معا دار أزياء، فكانت ولادة "دار أزياء mao lkhdar".
استطاع ماو من خلال الشراكة المذكورة، أن يتفرغ كليا إلى فنه كمدير فني، بدعم من طرف فريق مكون من 15 شخصا، من بينهم حرفيون وعاملون نموذجيون، في حين تشرف فرح الشرايبي على الجوانب الإدارية والتجارية والتواصلية، لتولد مع بداية عام 2023، فكرة تقديم الملابس الجاهزة الفاخرة وبقطع محدودة، حملت اسم "فرح"، إلى جانب مجموعة "العودة" التي تنسج خيطها بين عالمي الموضة والفن، وتتكون من أربعين قفطانا، تتنافس في الأناقة والجمال والأسلوب.
فن الموضة
ولا تأتي هذه المجموعة الأولى للقفطان من الإلهام الذي يستمده المصمم من التراث الغني لمسقط رأسه فاس فحسب، بل تستمد رونقها أيضا من الروائع التي وقعها بعض كبار أساتذة الفن الحديث والمعاصر، بداية بليونارد دي فينشي إلى إدوارد مونك، مرورا بكليمت وبيكاسو، دون إغفال المبدعين المغاربة، الشعيبية طلال، وبلكاهية، والغرباوي والشرقاوي، وكذا الرسام الراحل عباس الصلادي...
ومثلما يحرص ماو لخضر على الارتقاء بمهنته كمصمم مبدع يقدم آخر صيحات الموضة، بطريقة عصرية وحداثية، فإنه يتشبث بجذوره النابعة من التراث الأصيل، فيحمل هذا المزج الفني الطبيعي جمالية خاصة تبهر الجمهور.
في كل قطعة من تصاميمه الاحتفالية، يمكنك لمس توقيع هذا العبقري في تصميم الأزياء، وهو أستاذ سابق في فن الجمع بين الجرأة والأصالة مع الخطوط الثابتة للملابس التقليدية، بشكل ضمني.
ويتميز هذا المصمم بجرأة كبيرة في استخدام الأشكال الهندسية، وأحزمة القماش الواسعة المربوطة في الخلف، والمزج بين الألوان والأنماط، والقصات الحديثة، إلى جانب اهتمامه الكبير بالتطريز التقليدي المصنوع يدويا (خدمة لمعلم).
وتبرز بصمة ماو الأخضر أيضا على مستوى اختيار الأقمشة، التي يمليها البحث المستمر عن المواد الأصلية، وعشقه الذي لا ينتهي لثوب "البروكار"، الذي يتطلب نسجه في ورشة تقليدية بمدينة فاس ستة أشهر من العمل.
تقديم مجموعة "Come back" بإستوديو الفنون الحية، بمدينة الدار البيضاء، لا يشكل احتفالا بالعودة القوية لفتى الأزياء المغربية التقليدية الشقي، لكنه أيضا، احتفال بالجمال الخالد للقفطان الذي يتحدى كل العصور. والذي أثبت قدرته دائما وأبدا على مسايرة العصر.