تحت شعار "ربط الأسواق الإفريقيّة"،تجمع "سوق منطقة التجارة الحرّة القاريّة الإفريقيّة" (Le Marché de la ZLECAF)، على مدى الأيام السبعة، وفي أضخم فضاء للمعارض بعاصمة جمهورية مصر العربيّة، أكثر من 1600 عارض ممثلين عمّا يفوق الـــ 75بلدا إفريقيا وبمشاركة أكثرمن35 ألف بين مؤتمرين وزوّار تجاريّين وإعلاميّين.
ويعتبر هذا المعرض الإفريقي، الذي يلتئم بدعم من البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد
((Afreximbank، وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة بالقارة الأفريقية (ZLECAF)، منصّة واعدة للمستوردين والمصدّرين، تتيح لأوساط الأعمال في القارّة الإفريقية التواصل والتشبيك في ما بينها، وتشكيل تحالفات مهنية لتسهيل تبادل المعلومات بشأن التجارة والاستثمار بين مختلف الدول الإفريقيّة.
يتميز الجناح التونسي بموقعه الاستراتيجي داخل الفضاء الثّامن في المعرض الإفريقي، المحاذي لبوّابة المركز الرئيسيّة والممتد على ممرّ يبلغ طوله 26 مترًا. وهو من بين أكبر المساحات المخصّصة للدول والمنظمات الإفريقية في المعرض، حيث يمسح 260 مترا مربعا.
هذا الجناح، الذي أبدع المصمّمون في تزويقه بألوان العلم التونسي وفي ترتيب فضاءاته بتوازن وأناقة، تجاوره غرفة الصناعة لشرق إفريقيا وأمانة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا، مما يعزّز من موقعه الاستراتيجي. وهو يتكوّن من 12 فضاء عرض موزعة على طرفيه، ويتوسّطه صالون مخصص لاستقبال الضيوف ودسك للقاءات المهنية.
رؤية تشاركيّة للمشاركة التونسيّة
وعيا بأهمية السوق الإفريقية وبالإمكانيات والفرص التي تزخر بها لزيادة صادرات تونس واستغلال فرص الشراكة، قام "فريق تونس" (Tunisia Export Team) بإطلاق أول عملية ترويجية أشرف على تنظيمها مركز النهوض بالصّادرات في "المعرض الإفريقي للتجارة البينيّة"2023. وتتنزّل مشاركة تونس في إطار رؤية تشاركيّة تجمع بين مختلف الجهات الفاعلة والمتدخلين في منظومة التصدير من هياكل عموميّة وخاصة. وتهدف رؤية "فريق تونس للتصدير"، الذي يضمّ في تركيبته 22 هيكل ومؤسّسة عموميّة، إلى تشجيع المؤسّسات المصدّرة ودعم الصّادرات التونسية من خلال توحيد الجهود وملاءمة البرامج الترويجية الموجّهة نحو الأسواق الخارجية لتطلعات المصدّريين التونسيين ومتطلّباتهم.
يمثل الحضور الوطني في هذه التظاهرة القاريّة الهامة، فرصة فريدة لتعزيز نفاذ العلامة التونسيّة إلى السّوق الإفريقية الواعدة، عبر تمكين الفاعلين الاقتصاديين التونسيّين من ربط علاقات أعمال ومزيد الانفتاح على أوساط الأعمال في القارّة الإفريقيّة بما من شأنه إعطاء دفع للمؤسسات التونسية على الصّعيد الدّولي.
إلى جانب مركز النهوض بالصّادرات الذي يقودالمشاركة التّونسية، يؤثث الجناح مؤسّسات وشركات ناشئة مصدّرة في قطاعات مختلفة منتجة لألياف العزل الحراري الصديقة للبيئة وألواح شرائح الخشب وموادّ التنظيف، فضلا عن أربع مجامع تصديريّة بقيادات نسائية، وناشطة في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية وقطاع الصّناعات الحرفيّة ومستحضرات التجميل وفي مجال الخدمات ومجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
كما تمّ تخصيص فضاء، ضمن الجناح التّونسي، لفائدة الشركات المنخرطة في غرف التجارة والصناعة لتمكينها من التعريف بمنتجاتها وخدماتها ولربط صلات مهنيّة ولقاءات أعمال مع نظيراتها الإفريقية ومع المورّدين والمستثمرين الأفارقة المشاركين في التظاهرة.
وتضمّن الحضور التونسي، أيضا، مشاركة "الجمعيّة التونسيّة لمصنّعي مكوّنات السيّارات" (Tunisian Automotive Association)، بصفة فرديّة، في فضاء مخصّص لصناعة السيّارات.
ويتطلع المصدّرون التونسيّون المشاركون في هذا المعرض، إلى التعرّف عن كثب على فرص الاستثمار المتاحة وإلى إرساء علاقات أعمال وشراكات مثمرة مع الفاعلين التجاريّين من إفريقيا جنوب الصحراء، بالخصوص، معلّقين آمالا طموحة لعقد صفقات تجاريّة هامة ولأن يكون هذا المعرض بوّابة ولوجهم أو تعزيز حضورهم في الأسواق الإفريقيّة والدّوليّة.
أكبر صالون تجاري واستثماري في إفريقيا
تمّ إحداث"المعرض الإفريقي للتجارة البينية" في إطار تنفيذ اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، حيث انتظمت دورته الأولى في القاهرة، سنة 2018، فيما استضافت مدينة دبلن الجنوب إفريقية دورته الثانية سنة 2021. وتعتبر منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية ثورة في مجال التجارة وإعادة تشكيل الأسواق في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز الإنتاج في قطاعي التصنيع والخدمات.
ويقدّم هذا المعرض الأوّل للتجارة والاستثمار بإفريقيا، الملتئم على مساحة 311 ألف متر مربّع، منصّة قيّمة للمؤسّسات لدخول سوق إفريقي لأكثر من 1.4مليار نسمه وإجمالي ناتج محلّي يبلغ أكثر من 3.5 تريليون دولار. ويتوقع المنظمون أن تبرم خلال فعاليّات هذه التظاهرة صفقات تجارية واستثمارية بقيمة 43 مليار دولار أمريكي، مقابل حجم صفقات بلغت قيمتها 42.1مليار دولار خلال الدورة السّابقة.
ويستهدف جملة من القطاعات على غرار الزراعة والتصنيع الزراعي والسيّارات والملابس والمنسوجات والإنشاءات والبنية التحتيّة والصناعات الإبداعية بما في ذلك الترفيه والتعليم والطاقة والكهرباء والهندسة والتمويل والصحة والمنتجات الصيدلانيّة وتكنولوجيات المعلومات والاتصال والسياحة واللوجستيك والنقل (البري والبحري والجوي).
برنامج ثريّ ومتنوّع
تحظى الشركات الناشئة الإفريقية المشاركة في هذه التظاهرة القارّيّة، بجناح مخصّص لها لعرض الأفكار المبتكرة والنماذج الأوليّة والمنتجات والخدمات التي توفّرها، وتنتفع بفرص تدريب في ريادة الأعمال والتواصل في ما بينها وكذلك مع أصحاب القرار والوفود المشاركة.
وتتضمّن معرضاً تجاريّا عبر منصّات وأجنحة البلدان والمؤسّسات الكبرى والمتوسطة لعرض إمكانياتها وخدماتها، ومنتدى للتجارة والاستثمار، و"معرض إفريقيا لصناعة السيّارات"،فضلا عن منصة (Creative Africa Nexus) وترجمتها الحرفية "نقطة التّلاقي الإبداعية الإفريقية" التي تهدف إلى التعريف بمجال الاقتصاد الإفريقي الإبداعي في مجال الأزياء وصناعة الأفلام والموسيقي.
كما تمّ تركيز منصّة رقميّة تفاعليّة مجانيّة "السّوق الإفريقي الافتراضي للتجارة البينيّة" لعرض البضائع والخدمات والفرص الاستثماريّة. ويتواصل نشاط هذا المعرض الافتراضي على مدار العام لمتابعة كافة العمليّات والتفاعلات.
وسيخصّص المعرض أيّاما تعرض خلالها أربعة بلدان إفريقية الفرص التجاريّة والاستثماريّة والثقافيّة والسياحيّة التي تتوفر عليها.
وللجاليات الإفريقيّة نصيب في هذه التظاهرة، حيث يخصّص "يوم الدياسبورا" لإبراز الروابط التجارية والثقافية بين أفريقيا وجالياتها من خلال عقد "قمّة الجاليات الإفريقية"، وسوق ومعرض، بالإضافة إلى عروض ثقافية وعروض فن الطّهي لإبراز الأكلات والأطباق الإفريقية.
كما تنتظم مجموعة من الأنشطة، تتعلق بالتجارة والاستثمار في إفريقيا وورشات عمل تعنى بمجالات التصدير والمعايير والتسويق يؤثّثها متحدثون أفارقة ودوليون بارزون.