مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية اطلعت على تفاصيل الاجتماع، وقالت أن شركات النقل الجوي الأمريكية تعتقد أن بعض شركات الطيران في الشرق الأوسط تتنافس معها بشكل غير عادل، كان التركيز في شكواهم على الخطوط الجوية القطرية، التي اشترت أخيراً حصة كبيرة في شركة طيران إيطالية، ووسّعت رحلاتها إلى الولايات المتحدة.
وتعتقد شركات النقل الأمريكية بأن هذا ينتهك نص وروح اتفاقية "السماوات المفتوحة"، التي تنظم دخول شركات الطيران إلى أراضي بلد أخرى. الهدف من الاتفاقية هو إفادة المستهلكين من خلال توفير الدخول المفتوح، ما لم تستخدم شركة النقل المدعومة من الحكومة ميزة مصطنعة للتنافس بشكل غير عادل مع شركات النقل الخاصة.
الخلاف قائم حول ما إذا كانت قطر تستطيع استخدام شكل من أشكال "إعادة الشحن" التجارية -وهي الطريقة التي تستخدمها الصين لتجنب التعريفات الجمركية عن طريق إعادة توجيه الكثير من صادراتها من الصلب والألمنيوم عبر ماليزيا أو فيتنام قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة- للتهرُّب من اتفاقية 2018 مع الولايات المتحدة بخصوص عدم إطلاق رحلات جوية بين أوروبا والولايات المتحدة (تفاهمات 2018 بين الولايات المتحدة وقطر، وهو اتفاق إضافي كان مرفقاً باتفاقية السماوات المفتوحة بين البلدين).
ووفقاً للمجلة الأمريكية، تنفي الخطوط الجوية القطرية، أن نموها الهائل في الآونة الأخيرة مدعومٌ من قِبل حكومة قطر، لكن شركات صناعة الطيران لا تصدق ذلك. في السنة المالية 2017، ضخت الحكومة القطرية 491 مليون دولار في الخطوط الجوية القطرية، وربما لم تكن مصادفة في العام نفسه أن اشترت الخطوط الجوية القطرية حصة قدرها 49 % في شركة طيران فاشلة تُدعى "طيران إيطاليا" (مريديانا الإيطالية سابقاً قبل الاستحواذ القطري)، التي كانت تعمل سابقاً على الصعيد الإقليمي في أوروبا فقط، مع رحلتين موسميتين إلى الولايات المتحدة.
بعد يومين من شراء الخطوط الجوية القطرية حصتها في الشركة الإيطالية، أخذت شركة "طيران إيطاليا" في التوسع، حيث تقوم الآن برحلاتٍ دون توقف من ميلان وإيطاليا إلى نيويورك وميامي على مدار العام، وتطير أيضاً من ميلانو إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في الصيف.
وتشير المجلة إلى أن الصفقة كان الغرض منها بوضوح (سرقة) الركاب من شركات النقل الأمريكية، فيما تعتمد الخطوط الجوية القطرية، على الدعم الحكومي القطري لتعويض أيّ خسائر بينما تبني حصتها في السوق. الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز أوسكار مونوز؛ وصف شركة "طيران إيطاليا"، بأنها "النسخة الإيطالية من قطر"، وأخبر الرئيس ترامب؛ في اجتماع المكتب البيضاوي، بأنهم "القطريون" يحتالون على اتفاقيات الخدمة الجوية الحالية.
وفقاً للمجلة، فإن على "ترامب"؛ أن يأخذ في الحسبان موقف المفوضية الأوروبية، التي تعتقد أن أنشطة "طيران إيطاليا" مسموحٌ بها بموجب اتفاقية السماوات المفتوحة.
وكانت اللجنة استخدمت لغة مباشرة بشكلٍ غير عادي في تحذير الولايات المتحدة من أنها "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع" عن حقوق "طيران إيطاليا" إذا حاولت الولايات المتحدة كبح خدمتها عبر المحيط الأطلنطي، وبمعنى آخر، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة الإيطالية، فستتمكن المفوضية الأوروبية من معاقبة شركات النقل الجوي الأمريكية.
وترى المجلة، أنه من غير المرجّح أن يثني ذلك إدارة "ترامب" بسهولة، إذ لطالما كان الرئيس الأمريكي قلقاً بشأن إساءة استخدام خدمات الشحن والنقل من قِبل الدول الأجنبية، ولقطر في الصين عبرة.