وعرض "للا" لأمينة الصرارفي لا يشبه المشاريع التي قدمتها على امتداد مسيرتها الموسيقية الطويلة التي سخرت فيها طاقتها وثقافتها ومجموعتها الموسيقية النسائية "العازفات" للاشتغال على الموروث الموسيقي التونسي الكلاسيكي، ووالدها الفنان الراحل "قدور الصرارفي" (1913/ 1977) جزء مهم منه.
في عرضها الجديد "للا" اختارت "أمينة الصرارفي" أن تأخذ الجمهور في رحلة ساحرة داخل الموروث الموسيقي الصوفي التونسي بمشاركة أصوات نسائية من أجيال مختلفة نجحت في آداء الكثير من القطع المعروفة وغير المتداولة انطلقت السهرة بآداء عميق لمغنية شابة مرفوقة بفرقة نسائية باستثناء عازف على الأورغ وأربعة عازفين على الآلات الإيقاعية ثم تواصلت السهرة بقيادة دقيقة لأمينة الصرارفي التي نجحت في تقديم عرض صوفي يختصر التراث التونسي من جهات مختلفة، بمشاركة استثنائية لعميدة المادحات "مامية القروي" التي اهتز الجمهور مسحورا بصوتها وحضورها المتوهج.
إضافة إلى "دجلة قادر" من جيل آخر ورث حب الموروث الصوفي وآدائه بتمكن كبير ومع الأغاني، شهد العرض مشاركة الممثلة "ليلى الشابي" راوية للتاريخ الصوفي في تونس بطريقة فرجوية منسجمة مع التصور العام للعرض .
وفي القسم الأخير من السهرة، استقبل الجمهور بحرارة الفنانة "نبيهة كراولي" التي قدمت بصوتها المخملي وبإحساس عال بعض الأغاني الصوفية سحرت بها الحاضرين.
افتتاح مهرجان المدينة بتونس كان بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين.