قصة شجرة البالوط "الخاطبة" بدأت فى حوالى عام 1890 عندما التقت ابنة حارس غابة مع صانع شيكولاته من لايبزيج، ووقعا حينها فى غرام بعضهما، ولكن لم يوافق الأب على علاقتهما، وكان عليهما إيجاد طريقة لتبادل الرسائل، لذا استخدما شجرة تبعد حوالى 300 قدم عن مكتب حارس الغابة، والتى كان قد انكسر أحد أغصانها ليشكل فتحة.
وهناك كانا يضعان رسائلهما، وعندما عرف والدها بأنهما كانا يتواصلان بسرية، وافق أخيرًا على علاقتهما، وحينها تزوجا تحت الشجرة فى 2 يونيو 1891، وبعدها أصبحت الشجرة معروفة باسم "برايدجرومس أوك"-Pridegrooms Eiche- أى بلوط العروس والعريس، ودورها مثل دور وسيط الزواج المعاصر.
وفى تطور كبير لدور الشجرة فى إيجاد شريك الحياة، ومنذ العام 1927 أصبح للشجرة عنوانها البريدى الخاص بها، إنه "برايدجرومس أوك.. دوداور فورست.. 23701 أوتين"، ولايزال الناس يرسلون الرسائل إلى الشجرة حتى هذا اليوم.
كارل هاينز، يعيش فى أوتين، ويقول "كنت ساعى بريد لـ"برايدجرومس أوك" لـ30 عامًا على الأقل، متوسط عدد الرسائل يوميًا هو 5 إلى 6 رسائل، هذا يعنى أننى أوصل حوالى 1000 رسالة سنويًا، وتأتى الرسائل من جميع أنحاء العالم من أمريكا، والصين، واليابان، ودول الشمال الأوروبى، ومن جنوب أفريقيا".
وأضاف ساعى بريد شجرة "برايدجرومس أوك"، "الناس يذهبون إلى الشجرة لقراءة الرسائل وأخذ ما يجدونه مثيرًا للاهتمام، وخلق هذا أصدقاء يتواصلون بالرسائل، وأحيانًا انتهى حتى بالزيجات، وكانت هناك العديد من الرسائل المبعوثة إلى شجرة البلوط وموجهة إلىّ".
وأضاف"لازال لدى بعض الرسائل فى الحقيقة، لكن كانت هناك رسالة واحدة لفتت نظرى، والتى قالت صاحبتها (أود أن أتعرف عليك.. أنت من النوع الذى يعجبنى.. أنا أيضًا وحيدة فى هذا الوقت.. استمتعت حقًا بمقابلتك على التليفزيون.. رينيت هاينز)".
وتابع "بعد بعض الوقت، التقينا، ونحن متزوجان حتى هذا اليوم"، وفى محاولة لاستعادة الذكريات، غاص كارل هاينز، فى قراءة الصحف القديمة التى تحمل صور زفافه، وقال "زوجتى وشخصى المتواضع يوم زواجنا.. مكتوب بخط كبير (زواج العام)"، وذلك خلال حواره مع شبكة "CNN" الإخبارية.
وأضاف "أؤمن حقًا بوجود أمر سحرى يتعلق بالشجرة، هذه الهالة، هذه الطمأنينة التى تتمتع بها، هذا السكون لا يمكن مقارنته بالإنترنت.. أشعر بقشعريرة عند التحدث عن ذلك، الأمر لا نظير له، لا يوجد مثله فى أى مكان آخر"، وإضافة إلى زواج "هاينز" عن طريقة الشجرة، فإنها مسئولة أيضًا عما لا يقل عن 100 حالة زواج، إضافة إلى العديد من العلاقات العاطفية، وذلك على مدار ما يقرب من 128 عام.