امتاز الرومان بصفات لا بد من الاعتراف بها والا فكيف تمكنوا من السيطرة لقرون متتالية ؟!
من اهم صفاتهم قوة البأس في القتال، والشجاعة النادرة فيقاتلون الى اخر قطرة دم، ان جاز التعبير، ولعل احدى ابرز صفاتهم هي قوة وتماسك جبهتهم الداخلية (بالذات اهل روما).
بالفعل عرفوا خلافات وفرقة احيانا ولكن عندما يشتد الخطب بهم يتوحدون ويتكاتفون فيجتمعون على قلب رجل واحد وهذا ما أنجاهم اكثر من مرة من الهزيمة بل الفناء الكامل المحتم، وهو امر نادرا ما نجده مع اعدائهم، وهو من اهم النقاط التي صنعت الفارق في حروبهم وصراعاتهم.
لديهم خبرة متراكمة في إدارة الازمات والحروب، ويمتازون بالدهاء السياسي والعسكري، عكس الصورة السائدة عنهم (التي صنعها الاعلام والتدريس).
كان لديهم نظام سياسي مرن للغاية يستوعب كل الشعوب والاقليات، فكثيرا ما وصل لسدة الحكم اشخاص متنوعو الانتماء العرقي من سكان ولايات عديدة ابرزها مناطق سوريا وشمال افريقيا، فكان طبيعيا ان نرى ممثليها وقادتها السياسيين والعسكريين يصلون لمنصب (امبراطور روما) وقائمة الاباطرة من اهل الولايات تطول.
كذلك من اهم صفاتهم حزمهم القاطع مع خصومهم فقد اعتادوا على سبي نساء اعدائهم وفي هذا المقام نذكر مملكتي قرطاج وتدمر فرجال روما فتحوا المدينتين عنوة وسبوا نسائهم جميعهن والتفصيل كما يلي:
عندما دخل جيش روما تدمر قتلوا رجالها وسبوا كل نسائها، وسيقت نساؤهم سبايا إلى روما وتم حصر الاستمتاع بهن لرجال روما فقط، وكان الهدف من هذا إيصال رسالة إلى الاقاليم مفادها أن من يثور عليهم يجد نفس المصير، فامتلأت بيوت روما بنساء تدمر ووطؤوا السبايا ولم تمض فترة قصيرة الا وكلهن حوامل من اسيادهن.
اما الملكة زنوبيا فقد سباها الامبراطور اورليان وحملت منه، لهذا يقول البعض بانتحارها بعد ان اصبحت هي وكل نساء شعبها جوار وسبايا حوامل من اسيادهن، لكن توجد روايات اقوى تذكر انها عاشت ولم تنتحر بل أنجبت الأطفال من عدوها بشكل طبيعي جدا كأي جارية تنجب من سيدها ككل سبايا تدمر ويقدر عددهن ب 80 الف سبية تدمرية.
وصلت تلك الاخبار بسرعة قياسية لبقية الاقاليم فشاع بينهم ما حدث، فتكرر ان يذهب تجار من الولايات الى روما ويتجاذبون اطراف الحديث مع بعض رجال روما ويأتون على ذكر نساء تدمر فيسألون عن حالهن ؟ فيجيبهم أسيادهن بأنهن حبالى كلهن (يقول احد مؤرخي روما واصفا تدمر : فأصبنا نسائهم حتى ولدن لنا).
واستمر الردع النفسي لفترة طويلة، حتى أن احد الاقاليم عندما يتململ قليلا سرعان ما يتذكر ما حدث لتدمر ونسائها بالذات ويكون رادعا لأي تصرف غير محسوب العواقب حتى لا يقعوا بنفس النتيجة
من الاثار الناتجة عن السبي حدوث ازمة اجتماعية كبيرة في روما تمثلت في عزوف الشباب عن الزواج ، فقد امتلأت روما بنساء تدمر لدرجة ان بعض رجالها حصلوا على ٣ او ٤ جواري منهن ، وهن معروفات بجمالهن وأخلاقهن وثقافتهن فكان الرجال يفضلوهن على نساء روما نفسها.
اقترح اورليان حلا يتمثل ببيع نصفهن الى مدن اخرى غير روما لتخفيف الازمة على الاقل ولكنه قوبل بمعارضة الجميع واولهم كبار رجال الدولة الذين اجابوه : كيف نبيع السبايا وكلهن حوامل منا ؟.
فاقترح تنفيذ ذلك بعد انجابهن فعارضوا ورفضوا رفضا مطلقا ، فكان الحل بالتشجيع على الزواج وتشريع حوافز فيتزوج كل شاب وتبقى جاريته التدمرية عنده، فقد حظين بقلوب اسيادهن بل كانت الزوجة الشرعية تغار من الجارية التدمرية
وما فعله رجال روما بتدمر كان اجدادهم فعلوه بقرطاج حرفيا، فرجال روما سبوا نساء قرطاج ويقدر عددهن ب 60 الف سبية قرطاجية، وأنهى رجال روما حضارتي قرطاج وتدمر بنصر ساحق توجوه بسبي نسائهم كلهن بلا استثناء ، فاشتد وطىء السبايا وحبلت كل سبية من سابيها وامتلأت بطونهن حملا من اسيادهن فكانت نهاية مثالية حاسمة.
#تاريخ_مملكة_تدمر
#الملكة_زنوبيا
#مملكة_قرطاج
#الامبراطورية_الرومانية