مصير العالمين إلى الفناء
ولا يبقى سوى ذي الكبرياء
إله الناس ذي الإكرام
جل جلال صفاته دون انتهاء
حضرت جنازتي وحملت نعشي
ووريت الثرى وأتى عزائي
تقبلت العزاء
وذبت حزنا أقل صنوفه فرط البكاء
ألا كذباً يقال الحزن يمضي مع الأيام صوب الاختفاء
فها أنذا مع الأيام نمضي بحزن الفقد نحو الابتداء
مضى عامان لم أكتب رثاء
فلا تعجب لعجزي عن رثائي
أيا أبتاه مت أنا بيوم رحلت به إلى دار البقاء
وقدمها سليم الذهبي أبيات القصيدة بصوته مازجاً بين كلمات القصيدة المؤثرة والمقطوعة الموسيقية المعزوفة على آلة الكمان، واضعاً رؤية خاصة مختلفة في الطرح والأسلوب، متفرداً بجماليات صوته المتأثر بصدق رثاء عبد الرحمن بن مساعد لأبيه، والذي كتب كلماتها بعد سنتين من وفاة والده.
تحمل القصيدة الفصحى عند الشاعر عبد الرحمن بن مساعد ذخيرة لغوية ومخزون ثقافي، وحضور شخصيته ومشاعره في أسلوب الكتابة، وهذا الأمر ساهم وبقوة الى نشر قصائده وأسلوبه إلى آفاق رحبة وشريحة أخرى من الجمهور في الخليج والوطن العربي، واستطاع أن يوصل صوت المثقف السعودي إلى أبعد مدى.
الى جانب قصيدة "أبتاه" قدم سليم الذهبي بصوته أيضاً سيمفونية شعرية بعنوان "الخمسون" من أشعار عبد الرحمن بن مساعد، وحملت رؤية جديدة في تقديم القصائد الصوتية وأسلوبها، وهو التميز الذي أثنى عليه عبد الرحمن بن مساعد عبر حساباته الشخصية في وسائل التواصل الإجتماعي.