كيف يبني الدماغ الذاكرة الاستشعارية؟

الرؤية الإخبارية المصرية:- نجح فريق علمي من معهد "ماكس بلانك" لبحوث الدماغ في تحديد الطريقة التي يكون بها الدماغ الذاكرة الاستشعارية.

وبحسب الدراسة التي أجراها الفريق العلمي بإشراف الباحث جوهانز ليتزكو، فإن منطقة "القشرة المخية" أكبر منطقة في دماغ الإنسان، ورجحوا أن تكون قد تمددت وشهدت تغييرات بارزة خلال تطور الكائنات الثديية.

يقول الباحث ليتزكو، إن العلماء قضوا عقودًا وهم يدرسون الطريقة التي يترجم بها الدماغ ما يحصل عليه من بيانات "خام" من الحواس، لكن ما نعرفه حتى الآن لا يزال في بداياته.
Photo source: - Compilation of news visibility from Google

وقد استطاعت هذه المنطقة الدماغية أن تكتسب قدرات ميزتها عن أقرب الكائنات إليها، وعندما يحصل أي خلل في هذه المنطقة فإن الإنسان يعاني اضطرابات نفسية مختلفة.

ويجري تحفيز الوظائف المعرفية الكبرى في هذه المنطقة الدماغية، من خلال عمليتي نقل منفصلتين للمعلومات، أولاهما "من الأسفل إلى الأعلى"، والثانية "من الأعلى إلى الأسفل".

وتجري العملية الأولى، أي "من الأسفل إلى الأعلى"، من خلال حمل المعلومات من البيئة المحيطة بالحواس إلى الدماغ.

أما العملية الثانية، أي "من الأعلى إلى الأسفل"، فيتم بها تحويل ما جرى الحصول عليه وفك شيفرته، عبر وضعه في سياق التجارب السابقة.

بفضل هذه النتائج، أجرت الباحثة بيلين باردي تجربة على فأر تجارب داخل مختبر، في مسعى إلى التأكد من مصادر هذه الإشارات التي تلعب دورًا في بناء الذاكرة الاستشعارية. وعملت الباحثة على رصد الاستجابة في منطقة "الثلاموس" بدماغ الفأر، فجاءت النتائج على نحو واضح جدًا، وتبين أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمسألة الذاكرة وبنائها بشكل تراكمي اعتمادًا على ما تجري معايشته.

وبما أن ما جرى التوصل إليه يشكل أهمية كبيرة، حتى وإن لم يكن واضحًا جدًا، درس الباحثون مصادر الإشارات التي تنبعث في هاتين العملتين، أملاً في أن يعرفوا كيف تمكنان الإنسان من بناء ذاكرة الاستشعار.

وشرح الباحث: "ما كشفه فريقنا أو باحثون آخرون هو أن طبقة علوية من القشرة الحديثة في الدماغ هي الموقع الأبرز لتلقي المعلومات في إطار عملية (من الأعلى إلى الأسفل)، أي تحويل ما وصل من الحواس إلى شعور، اعتمادًا على السياق وما تراكم من خبرات سابقة".

وبالاعتماد على هذه المعلومة، تمكن الباحثون من تحديد منطقة من الدماغ تعرف بـ"الثلاموس"، قائلين إنها بمثابة المصدر المرجح بشكل كبير لهذه العمليات المعلوماتية الداخلية في الدماغ.