تونس: هل جعلت الهايكا نبيل القروي رقما صعبا في الانتخابات القادمة بعد قرار وقف بث "نسمة"؟

تونس/ مواكبة وتصوير: عوض سلام/ يبدو أن حرارة الانتخابات التونسية سبقت الصيف، فبينما تعيش كافة أنحاء البلاد موجات متقلبة من الطقس، إلا أن الساحة السياسية بدأ يتناثر رذاذ غليانها، وتحول بعضه إلى رزاز، متمثلا في قرارات إنتقامية ضد أية أطراف قد تبدو فاعلة في الحياة العامة، مزاحمة للقائمين على السلطة في تونس منذ انتخابات 2013، خاصة بعد أن أصبح يأس المواطن التونسي من الساسة واقعا مؤكدا، بما يهدد وجودهم في المرحلة القادمة.

رجل الأعمال التونسي، نبيل القروي، صاحب قناة "نسمة" يبدو أن البعض استشعر أنه سيكون رقما صعبا في المعادلة السياسية، إذا ما ترشح هلال الانتخابات القادمة، لذا كان أول المتلقين لإحدى الضربات الصادمة لكن يا خيبة مساعيهم لم تكن القاسمة.

قرار إيقاف البث المباشر لقناة "نسمة" وحجز أجهزة البث كان انتقاميا حتى وإن حمل صبغة قانونية، ويبدو أن "الهايكا" الهيئة العليا المستقلة للاتصال المسعي البصري، اتخذته بضغط من جهات سياسية، هي نفسها الجهات التي وقف حائلا بينها وبين إغلاق قنوات تعمل دون ترخيص من سنوات، على غرار قناة "الزيتونة" التابعة لحزب حركة النهضة الإسلامية، المتحكم في أغلب مفاصل الدولة.

نوري اللجمي، رئيس الهايكا لم يخف ذلك واعترف به حرفيا خلال ندوة صحفية ساعات بعد إجراء وقف بث قناة "نسمة" حيث قال :"بعض القنوات لها سند سياسي" لم يمكن إغلاقها.

وقف بث قناة "نسمة" وتنفيذه كان بمثابة الصدمة وجاء حاملا في طياته رسالة واضحة بالتهديد والوعيد حملها العدد العائل من سيارات الشرطة التي حاصرت المقر.

كما أن القرار جاء أيام قبل انتهاء الصيغة القانونية للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، فلربما كان دفاعا عن بقائها.

ردود أفعال كبيرة كانت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا في الشارع التونسي، ولكن رد فعل نبيل القروي ربما كان انفعاليا أو بالأحرى حماسيا، عندما أعلن خلال ندوة صحفية، أنه قرر أن "يأخذ دوره السياسي"، لكن لم يقلها بحروفها أنه سيرشح نفسه في الانتخابات القادمة، كما لم ينتظر طويلا ليجيب على ما افرزه من تساؤلات لدى العدد الهائل من الصحافيين الذي تابعوا وقائع الندوة.

نبيل القروي، رجل الأعمال الهادئ ظهر كما لم يظهر من قبل، منفعلا، بما يفسر توصيات منظمي الندوة بعدم البث المباشر لربما تحسبا لأي قرا إنفعالي، قبل دراسة الموقف والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد طبيعة الخطوة القادمة، لرجل نجح لربما عن غير قصد في بناء قاعدة شعبية، نظرا للدور الاجتماعي الذي يقوم به، كتعويض عن فقدانه إبنه الوحيد "خليل" والذي كان بداية دخول الاب على مهل إلى عالم السياسة دون أن يشعر أنه دخل "أرض الخوف".

نبيل القروي وقبل أن ينصرف توقع بأن تقع تسريبات وفبركات واتهامات له خلال الفترة القادمة، بما يدل أن التجاذبات إن لم نقل المواجهات أصبحت عنوان المرحلة القادمة، لكن يبدو أن "القروي" سوف يستفاد من قرار الهايكا أكثر من الضاغطين عليها.

تابعوا وقائع الندوة الصحفية التي عقدها نبيل القروي بمقر قناة نسمة بضاحية رادس نت العاصمة التونسية في الفيديوهات أدناه:

{vembed Y=RXsdyndK2QY}

{vembed Y=8Jydc6BlbI0}