الديمقراطية المنقوصة في تونس تكتمل بمناظرة من وراء القضبان

تونس/ متابعات/ إذا كانت المناظرات الرئاسية ميّزت الانتخابات التونسية 2019، والسابقة لأوانها، فإن البعض على قدر احتفاءهم بالديمقراطية الوليدة في البلاد، فإنهم استشعروا بأنها منقوصة، خاصة مع غياب أحد المرشحين، وحرمانه من المشاركة، نظرا لوجوده خلف القضبان، وهو رجل الإعلام التونسي، نبيل القروي.

تبيل القروي
مصدر الصورة: جوجل

وبينما حضوره أو المشاركة في تلك المناظرات، حتى لو عبر سكايب، مثلما أعلن القروي عن تلك الرغبة، كان بمثابة الفرصة لنفي اتهامات للحكومة الحالية بأن إيقافه كان سياسيا، هذا من ناحية، إلا أنه كان سيعزز المشهد الديمقراطي في البلاد، من ناحية أخرى.

لكن الذي وقع مع المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، وحرمانه من حضور المناظرة، قد يكون وقعه أشد تأثيرا، لأنه قد يعزز مكانته ويدعمها في الحملة الانتخابية، التي لم يشارك في دقيقة منها، لأن الحكومة التونسية، ممثلة في مرشح رئيسها للانتخابات الرئاسية، يوسف الشاهد، لم تكن بعيدة النظر في حساباتها وهي في طريقها لـ"كسر" أحد المنافسين، والأوضاع المتأزمة التي تعيشها تونس أكبر دليل على هذا القصر في النظر.

وإن كان بعض المرشحين انتهزوا فرصه هذه المناظرات لمزيد دعم حظوظهم في الانتخابات، مثل يوسف الشاهد، الذي قطع 1500كلم في أنحاء البلاد التونسية، خلال حملته الانتخابية، بينما لم يقطعها كرئيس حكومة، يبدو أن "القروي" الذي قطع مسافات أكبر، خلال نشاطه الاجتماعي، كُنب عليه ألا يقطع مترا واحدا في حملته الانتخابية، بينما "الآخرون" يعززون حظوظه خلال سعيهم لعرقلته.

نبيل القروي، سيظهر على شاشات قناة" الحوار التونسي"، فيما يبدو أنه إجراء لحفظ ماء الوجه، أو استشعار بأن خطوة إيقافه لم تكن محسوبة العواقب من طرف من "كان وراء إيقافه"، لكن الأهم، أنه كان له شرف إكمال الصورة المنقوصة للديمقراطية الناشئة في تونس، مهما كانت نتائج الانتخابات.