الرؤية المصرية:- توغلت قوة عسكرية إسرائيلية مكونة من ثلاث عربات مدرعة، صباح اليوم الأربعاء، باتجاه مفرق الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة الأوسط جنوب غربي سوريا، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة التحركات الإسرائيلية المتكررة على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
ويأتي هذا التوغل بعد أقل من 24 ساعة من منع القوات الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، أهالي قرية الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي من صيانة خط ضخ المياه الرئيسي الذي يغذي المنطقة، ما يهدد بقطع المياه عن مئات الأسر في ظل أزمة خدمات مستمرة منذ سنوات.
مصادر محلية أكدت أن العربات الإسرائيلية تقدمت عدة كيلومترات داخل الأراضي السورية دون أي مواجهة ميدانية، وسط صمت رسمي سوري مطبق حتى الآن، وهو ما يعكس الواقع الميداني الهش الذي تفرضه إسرائيل على الحدود منذ سقوط نظام الأسد.
خبراء عسكريون يرون أن هذه التحركات ليست عشوائية، بل جزء من استراتيجية إسرائيلية منهجية تهدف إلى:
- - توسيع منطقة "الأمن الحدودي" الإسرائيلي داخل الأراضي السورية فعلياً.
- - تعطيل أي محاولات لإعادة بناء البنية التحتية في المناطق القريبة من خطوط الفصل.
- - إرسال رسالة واضحة بأن أي وجود عسكري أو مدني سوري منظم قرب الجولان سيُقابل بتحرك فوري.
التوغلات المتتالية خلال الأيام القليلة الماضية – بما فيها التوغل المزدوج أول أمس – تؤكد أن تل أبيب تسعى لتثبيت "واقع جديد" على الأرض قبل أي مفاوضات محتملة حول مستقبل الجنوب السوري، مستغلةً الفراغ الأمني الناتج عن انهيار الدولة السورية المركزية.
هل يمهد هذا التصعيد التدريجي لضم فعلي جديد أم أنه مجرد تكتيك ضغط؟ الإجابة قد تحدد شكل الحدود الجنوبية لسوريا في المرحلة المقبلة، في وقت تبقى فيه القنيطرة ساحة صراع صامتة لكنها شديدة الخطورة.