الصحفي الإسرائيلي موآف فاردي يروي هواجسه في تونس واعتقال 6 أشخاص سهلوا دخوله

لم تتسرع السلطات التونسية في إصدار الاتهامات، رغم الأدلة على أن المستفيد من وراء اغتيال محمد الزواري هو إسرائيل في المقام الأول، لكن كان التحرك هاما ولابد أن يكون على وجه السرعة، تجاه دخول صحفي إسرائيلي وتجوله في البلاد وعمل تغطية إعلامية لحادث الاغتيال من أمام منزل الضحية في عاصمة الجنوب التونسي صفاقس، ومن امام وزارة الداخلية التونسية وسط العاصمة التونسية.

وكانت السلطات التونسية في مرحلة أولى طالبت السفارة الألمانية على أراضيها بتوضيح كيفية دخول الصحفي بجواز سفر ألماني.

موآف فاردي صحفي اسرائيلي وصل صفاقس بجواز سفر الماني لتغطية تداعيات اغتيال محمد الزواري فأثار غضب تونس

ولم يغضب الشارع التونسي من الاختراق الأمني للموساد، حسب الاستنتاج السائد في نسبة لا بأس بها من الشارع التونسي، واغتيال محمد الزواري، بقدر غضبه من استباحة تونس من جانب إسرائيل وتجوال الصحفي موآف فاردي دون استئذان السلطات التونسية.

من جانبه أكد وزير الداخلية التونسي لهادي المجدوب "ان الصحفي الإسرائيلي دخل الأراضي التونسية، بجواز سفر ألماني، قادما من روما" مشيرا الى "ان العديد من حملة الجنسيات الأوروبية اليهود يدخلون الى تونس لأداء الحج في جربة التونسية"، علما "ان السلطات التونسية اعتقلت 6 مواطنين لمساعدتهم الصحفي التنقل في تونس".

ووفقا لوزارة الخارجية التونسية فإنها " استدعت السفير الألماني في البلاد أندرياس راينيكي لتقديم توضيحات حول دخول الصحفي الى الأراضي التونسية بجواز سفر ألماني".

وكان فاردي قد استهل تقريره وهو يتحدث العبرية بهمس من جانب بيت الزواري مذكّرا "ان تونس سبق وان كانت مسرحا لاغتيالات الموساد قبل 28 عاما عندما نجحت إسرائيل بتصفية خليل الوزير القيادي في حركة فتح"، ليثير بذلك غضب التونسيين الذي طالبوا الحكومة بموقف جدي والتحقيق بكيفية دخول الصحفي الاسرائيلي بلادهم.

موآف فاردي قد وصل تونس كموفد للقناة العاشرة الإسرائيلية ضمن تغطيتها غير المسبوقة حادث اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري.

وبعد عودته الى إسرائيل تحدث فاردي عن مخاوفه التي رافقته اثناء تجربته في تونس قائلا: " لم اقل لهم انني إسرائيلي كنت ادعي انني أوروبي اعمل لصالح وكالات الانباء الأجنبية، الأجواء كانت معادية جدا خصوصا في بيت الزواري الذين رفضوا دخولي بآلة تصوير الى العزاء، كنت اتحدث معهم بالفرنسية فقط".

وأضاف: "لم يرغب أحد بالتعاون معي على الرغم من انهم لم يعرفوا انني إسرائيلي، تعمدت عدم الحديث بالعبرية امامهم، واثناء حديثي بالعبرية بالمقطع الصغير لم يكن بجانبي اي أحد، وددت ان افعل الكثير من الأشياء لكنني خشيت ان انكشف ففضلت عدم القيام بها، كنت انا الصحفي الوحيد هناك على ما يبدو لأنني ذهبت بعد انتهاء الجنازة، الأجواء كانت عدائية أكثر من تلك التي واجهتها اثناء تواجدي في الموصل".

وأوضح جوهر الرباعي وهو أحد ممن أجري الصحفي الإسرائيلي المقابلات معهم "ان الصحفي قال له انه يعمل في وكالة بي بي سي البريطانية وكان بصحبته مصور يجيد العربية ويتولى الترجمة له" مضيفا "لا بد ان هناك خللا امنيا يجعل التراب التونسي مستباحا من قبل الزوار الأجانب، يجب عدم السكوت على هذا التطور".