الرؤية المصرية:- أعلنت حركة طالبان اليوم عن نجاح أول تجربة صاروخية لها بمدى يصل إلى 400 كيلومتر، مما يمثل تطوراً دراماتيكياً في قدراتها العسكرية بعد أربع سنوات من سيطرتها على الحكم في أفغانستان، وسط غياب الدعم الدولي وتصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، كما وثقته وسائل إعلام أفغانية بفيديو يظهر إطلاق الصاروخ من موقع جبلي، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التوازنات الأمنية قرب الحدود المصرية غير المباشرة عبر الشرق الأوسط.
في تطور يثير قلق الدول المجاورة، أفادت مصادر أفغانية اليوم الجمعة بأن القوات الدفاعية التابعة لطالبان نجحت في إجراء أول اختبار لصاروخ باليستي قادر على الوصول إلى مسافة 400 كيلومتر، وهو مدى يغطي مناطق واسعة في باكستان وإيران وآسيا الوسطى.
اقرأ ايضأ:-
نشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو قصير يلتقط لحظة الإطلاق من موقع تجارب سري في منطقة جبلية نائية، حيث يظهر الصاروخ وهو ينفجر في السماء مصحوباً بألسنة لهب، وسط حضور مسؤولين من وزارة الدفاع للحركة، مما يؤكد الطابع الرسمي للعملية.
أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم حكومة طالبان، في تصريح نقلته وسائل الإعلام الأفغانية، أن "التجربة تمت بنجاح كامل ودون أي حوادث"، مشدداً على أن الهدف الرئيسي هو "تعزيز القدرات الدفاعية لأفغانستان وضمان استقلالها العسكري التام" في مواجهة التهديدات الخارجية.
وأضاف مجاهد أن هذه الخطوة جزء من برنامج وطني لتطوير السلاح المحلي، مستنداً إلى الموارد الداخلية والتراث العسكري للبلاد، دون الكشف عن تفاصيل فنية مثل نوع الصاروخ أو مصدر التكنولوجيا المستخدمة، مما يعزز الشكوك حول إمكانية مساهمة جهات خارجية غير معلنة.
يأتي هذا الإعلان في سياق تحديات اقتصادية خانقة تواجه أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، حيث تجمدت أصول البنك المركزي بقيمة مليارات الدولارات في الخارج، وتفاقمت الأزمة الإنسانية مع نزوح ملايين اللاجئين وانخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى 30% وفق تقارير الأمم المتحدة.
ورغم ذلك، يرى مراقبون عسكريون أن هذه التجربة تعكس قدرة طالبان على إعادة بناء ترسانتها العسكرية باستخدام المعدات المتروكة من القوات الأمريكية والحلفاء، التي تقدر قيمتها بنحو 7.2 مليار دولار، بالإضافة إلى تدريب محلي مكثف على طائرات ومروحيات روسية وأمريكية، كما أشارت تقارير استخباراتية حديثة.
ومع تزايد التوترات الأمنية في المنطقة، خاصة مع هجمات داعش خراسان المتكررة التي أودت بحياة مئات في الأشهر الأخيرة، يُعتبر نجاح هذه التجربة إشارة تحذيرية للدول المجاورة مثل باكستان، التي تواجه تهديدات من فصائل تابعة لطالبان، وإيران، التي تشهد تصعيداً حدودياً.
كما يثير الإعلان تساؤلات دولية حول مدى امتثال طالبان لالتزاماتها بعدم نقل التكنولوجيا إلى جماعات إرهابية، في وقت يضغط فيه المجتمع الدولي للاعتراف بشرعية الحكم مقابل مكافحة الإرهاب.
وفي تقرير نشرته "شفق نيوز"، أكد خبراء أن هذا التطور قد يغير ديناميكيات الردع الإقليمي، خاصة مع غياب أي دعم عسكري خارجي لكابول.
هل تشير هذه القفزة الصاروخية إلى عصر جديد من الاستقلال العسكري الأفغاني، أم إلى تصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي الذي تسعى مصر للحفاظ عليه عبر مبادراتها الدبلوماسية في آسيا الوسطى؟