الرؤية المصرية:- أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق ترفض أن تكون ساحة للاستقطاب، مفضلة التعامل بدبلوماسية مع الاستفزازات الإسرائيلية ومد يد الشراكة القوية لواشنطن، مع إعلان زيارة مرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض مطلع نوفمبر لمناقشة إعادة الإعمار والتعاون الاستراتيجي.
جاءت تصريحات الشيباني خلال منتدى حوار المنامة 2025، حيث شدد على أن "القانون هو الأساس الجامع" لكل مكونات الشعب السوري، مشيراً إلى سقوط أكثر من 250 ألف مفقود في عهد النظام السابق، ومؤكداً التزام الحكومة الجديدة بتعزيز السلم الأهلي والعدالة رغم التحديات الجسيمة. وفي إشارة مباشرة إلى التوترات الحدودية، قال الوزير حرفياً: "نحاول التعامل بدبلوماسية مع استفزازت إسرائيل، لا نزحف نحو إسرائيل وإنما نحاول كف شرها عننا"، مما يعكس سياسة دفاعية حذرة تركز على الحماية دون التصعيد.
اقرأ ايضأ:-
سوريا، التي تفتخر بتنوعها الثقافي والعرقي، تسعى لتوطيد علاقاتها مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية على أساس التعاون والانفتاح، كما أوضح الشيباني، مدعياً أن هذا النهج يخدم المصالح المشتركة في منطقة تشهد تحولات جذرية.
ويأتي إعلان الزيارة الرئاسية إلى واشنطن كخطوة مفصلية، حيث ستكون ملفات إعادة الإعمار والشراكة الأمنية والاقتصادية محور اللقاء مع الإدارة الأمريكية، في ظل مساعي دمشق لكسر عزلتها الدولية وجذب استثمارات أجنبية.
يُنظر إلى هذا التوجه كمحاولة لإعادة رسم دور سوريا في الشرق الأوسط، خاصة مع انحسار النزاعات الداخلية وظهور حكومة انتقالية تسعى للاستقرار. ومع ذلك، يثير التعامل "الدبلوماسي" مع إسرائيل تساؤلات حول قدرة دمشق على ردع الانتهاكات الجوية المتكررة دون دعم إقليمي قوي، بينما قد تفتح الشراكة الأمريكية أبواب المساعدات إذا تم تجاوز العقوبات المفروضة سابقاً.
مع اقتراب الزيارة، تبرز سوريا كلاعب يحاول التوازن بين الضغوط الإسرائيلية والفرص الأمريكية، محولة أزماتها إلى فرص لإعادة البناء. هل ستتمكن دمشق من تحويل الدبلوماسية إلى قوة ردع حقيقية، أم ستبقى رهينة للتوازنات الإقليمية المتقلبة؟