مبعوثا ترامب يحرسان اتفاق غزة: لا خروج من إسرائيل إلا بعد إطلاق الرهائن الأوائل

#غزة_السلام #ترامب_الوسيط #اتفاق_الرهائن #الشرق_الأوسط

القاهرة - خاص للرؤية المصرية: في خطوة تعكس تصميم الإدارة الأمريكية على إنهاء حرب غزة التي امتدت لسنتين داميتين، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن مبعوثيه الخاصين، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لن يغادرا إسرائيل حتى يتم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السلام مع حركة حماس، الذي يشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل سحب قوات إسرائيلية وسجناء فلسطينيين.

وصل المبعوثان إلى القدس أمس، حيث التقيا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط احتجاجات من وزراء إسرائيليين على تفاصيل الصفقة، لكنهما أكدا التزامهما بالبقاء خلال عطلة نهاية الأسبوع لمراقبة التطبيق الميداني.

اقرأ ايضأ:-

الرؤية المصرية:- يُعد هذا الاتفاق، الذي أُعلن عنه ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، خطوة حاسمة نحو وقف إطلاق النار، حيث أكدت إسرائيل وحماس قبولهما لـ"المرحلة الأولى" من خطة السلام الأمريكية، التي تضمن إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك محكومين بالمؤبد بتهم إرهابية، بالإضافة إلى سحب إسرائيلي جزئي لقواته إلى خط متفق عليه داخل القطاع.

وفقًا لمصادر أمريكية نقلتها مجلة "بوليتيكو"، فإن ويتكوف - الذي قاد مفاوضات في شرم الشيخ بمصر - وكوشنر، صهر الرئيس، سيقضيان الفترة القادمة في إسرائيل لضمان عدم تعثر التنفيذ، مع التركيز على حل أي خلافات فورية. "نحن ندرك السيناريوهات المحتملة للانهيار، لذا نبقى هنا لنضمن الالتزام"، قال مسؤول أمريكي للمجلة، مشيرًا إلى دور الوسطاء المصريين والقطريين والتركيين في دفع الصفقة للأمام.

الهرم المقلوب يتجلى هنا في التركيز على الضغط العسكري الإسرائيلي الذي مهد الطريق، كما أشاد به ترامب، إذ أدى إلى مرونة حماس تجاه الرهائن، الذين يُقدر عددهم المتبقي بحوالي 100، بعد إطلاق سراح آخرين في صفقات سابقة انهارت في 2023 و2025. وفي اجتماع حكومي إسرائيلي، غادر المبعوثان الجلسة بعد شرح فوائد الصفقة، وسط احتجاجات وزراء يرونها تنازلاً، لكن نتنياهو وصفها بـ"الفرصة لإعادة الرهائن".

كوشنر، المعروف بأسلوبه التجاري في المفاوضات، أكد في تصريحات لـ"نيويورك تايمز" أن هدفه "الوصول إلى الـ'نعم' أولاً، ثم التفاصيل لاحقًا"، مستذكرًا دوره في اتفاقيات أبراهام السابقة. 

أما التفاصيل الداعمة، فتشمل زيارة المبعوثين إلى مصر أولاً للتنسيق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لعب دورًا محوريًا في الوساطة، قبل انتقالهما إلى إسرائيل.

وفقًا لتقارير "أكسيوس"، أعربت واشنطن عن "تفاؤل حذر"، محذرة حماس من أن "كل الرهانات خارجة إذا تأخرت". في غزة، أعلن مسؤول حماس خالد البشير عن "تجاوز العقبات"، مشددًا على أن الصفقة تمهد لدولة فلسطينية، بينما يرى مراقبون في "الغارديان" أنها إشارة إلى جدية ترامب في إنهاء الحرب قبل الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر. 

من جانب آخر، يثير الاتفاق تساؤلات حول الاستدامة، إذ سبق أن انهار وقفان إطلاق نار سابقان بعد أسابيع قليلة، مما يجعل وجود المبعوثين خطوة وقائية. 

خبراء مثل ديفيد هالي من "نيويورك تايمز" يرون فيها "دليلًا على أن ترامب يعتمد على رجال أعمال لا دبلوماسيين تقليديين"، بينما يحذر آخرون من مخاطر الخروقات الميدانية في غزة الشبه محاصرة. وفي القاهرة، أشادت مصادر رسمية بالدور المصري في تسهيل الاتفاق، الذي يفتح الباب لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني من دمار هائل. 

هل يمثل هذا التنفيذ الأولي نقطة تحول حقيقية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أم مجرد هدنة هشة تنتظر الاختبار؟ الإجابة تكمن في الأيام القليلة المقبلة، حيث يراقب العالم خطوات ويتكوف وكوشنر في القدس.