فتح معبر اللنبي: خطوة إسرائيلية تحت ضغط أمريكي لإيصال المساعدات إلى غزة الجائعة

 #غزة_تحت_الحصار #مساعدات_أردنية #معبر_اللنبي #أزمة_إنسانية

فتح معبر اللنبي: خطوة إسرائيلية تحت ضغط أمريكي لإيصال المساعدات إلى غزة الجائعة

الرؤية المصرية:- أعلن الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) أمام مرور البضائع والمساعدات الإنسانية من الأردن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ابتداءً من الأربعاء، بعد إغلاق دام ثلاثة أشهر كاملة بسبب هجوم دامٍ أودى بحياة ثلاثة جنود إسرائيليين.

الخطوة تأتي بعد تعديلات أمنية جذرية شملت تشديد التفتيش على السائقين والحمولات، مع نقل الشاحنات تحت حراسة مشددة، في ظل ضغوط أمريكية مباشرة من السفير مايك والتز لدى الأمم المتحدة، الذي أشرف على التنسيق خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.

ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، فرضت التعديلات الجديدة فحوصات دقيقة لكل سائق أردني وحمولة شاحنة، إلى جانب نشر قوات إضافية لحماية المعبر وتأمين تدفق البضائع، مما يهدف إلى منع تكرار حوادث العنف التي أدت إلى الإغلاق الأولي في سبتمبر الماضي.

هذا الإجراء يعكس توازنًا دقيقًا بين مخاوف الأمن الإسرائيلي والحاجة الملحة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يُعد المعبر الطريق الرئيسي للمساعدات الأردنية التي بلغت مئات الشاحنات خلال الأشهر الماضية، لكنها توقفت تمامًا بعد الهجوم الذي نفذه سائق شاحنة أردني أطلق النار على الحراس قبل مقتله.

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإغلاق الفوري للمعبر في أواخر سبتمبر، متهمًا الأردن بالتقصير في التحقيق، وفقًا لهيئة البث الإسرائية، مما أثار توترات دبلوماسية سريعة بين أوتاوا وتل أبيب. ومع ذلك، سرعان ما تدخلت واشنطن للوساطة، حيث رحب السفير والتز بـ"توسيع المعابر الحدودية لتسهيل إيصال المساعدات"، كما أفادت بعثة أمريكا لدى الأمم المتحدة في بيان رسمي، مشددًا على أن "الاستقرار الإقليمي يعتمد على معالجة الأزمة الإنسانية في غزة".

هذه الضغوط الأمريكية، التي تزداد حدتها مع اقتراب إدارة ترامب الجديدة من دفع خططها لـ"السلام" في القطاع، دفعت نتنياهو إلى التراجع الجزئي، رغم إصراره على "إجراءات أمنية لا تُقبل فيها المساومة".

يأتي فتح المعبر في وقت يعاني فيه قطاع غزة من مجاعة حقيقية، حيث أفادت منظمات إنسانية دولية بأن أكثر من 90% من السكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، مع توقف كامل للمساعدات عبر هذا الطريق منذ الإغلاق.

 ومن المتوقع أن يسمح الفتح الأولي بعبور عشرات الشاحنات يوميًا، لكنه محدود بجدول زمني صارم وفحوصات مكثفة، مما قد يبطئ التدفق مقارنة بالسابق.

من جانبها، أعربت السلطات الأردنية عن ترحيبها بالخطوة، لكنها شددت على ضرورة "ضمان تدفق مستمر دون عوائق أمنية مبررة"، في تصريح لمديرية الأمن العام الأردنية، التي كانت قد أوقفت حركة المسافرين مؤقتًا ردًا على الإغلاق الإسرائيلي.

ورغم الترحيب الدولي بهذه الخطوة، إلا أنها تثير تساؤلات حول استدامتها، خاصة مع تصاعد التوترات على الحدود الأردنية-الإسرائيلية، حيث يُعد معبر اللنبي المنفذ الوحيد للفلسطينيين إلى العالم دون عبور أراضٍ إسرائيلية، وفقًا لتقارير بي بي سي.

هل يمثل هذا الفتح نقطة تحول في تخفيف الحصار عن غزة، أم مجرد تنازل تكتيكي تحت الضغط الدولي؟ الإجابة تكمن في الأسابيع المقبلة، حيث يترقب الجميع ما إذا كانت الشاحنات الأردنية ستعبر فعليًا أم ستواجه عقبات جديدة.