برلين تكسر الجليد: محادثات مباشرة مع طالبان لترحيل آلاف الأفغان المجرمين

#ألمانيا #طالبان #ترحيل_أفغان #هجرة_أوروبية

برلين تكسر الجليد: محادثات مباشرة مع طالبان لترحيل آلاف الأفغان المجرمين

الرؤية المصرية:-في خطوة جريئة تعكس تحولاً في سياسة الهجرة الألمانية، أعلن وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت عن بدء محادثات مباشرة مع حركة "طالبان" في كابل لتسهيل ترحيل المهاجرين الأفغان المجرمين، مما يثير جدلاً دولياً حول توازن بين الأمن العام وحقوق الإنسان في ظل عزلة طالبان الدولية.

أكد دوبرينت، في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025، أن "عمليات الترحيل إلى أفغانستان يجب أن تتم بشكل منتظم"، مشدداً على ضرورة التفاوض المباشر في العاصمة الأفغانية لضمان "ترحيل حاسم للمجرمين والمهددين للأمن في المستقبل".

اقرأ ايضأ:-

وأوضح متحدث باسم الوزارة أن وفداً رسمياً سيتوجه إلى كابل في أكتوبر المقبل لمناقشة آليات الترحيل، في خطوة تأتي بعد أسابيع من الإعلان عن محادثات "تقنية" مع مسؤولين أفغان.

تأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد ألمانيا لجهودها في مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث يُقدر عدد الأفغان المقيمين في ألمانيا بنحو 300 ألف شخص، معظمُهم وصل بعد انسحاب الناتو عام 2021.

 ومنذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، نفذت برلين عمليتي ترحيل رئيسيتين بوساطة قطرية: الأولى في أغسطس 2024 بترحيل 28 مجرماً جنائياً إلى كابل، والثانية في يوليو 2025 بنقل 81 رجلاً مدانين بجرائم قتل واعتداءات جنسية وعنف ومخدرات، وفق بيانات الولايات الألمانية.

ومع ذلك، لا تقيم ألمانيا علاقات دبلوماسية رسمية مع طالبان، التي تواجه عزلة دولية بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة تقييد حريات المرأة والفتيات في التعليم والعمل.

وقد أثارت المحادثات انتقادات حادة من منظمات حقوقية وأممية، حيث حذر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كابل، عرفات جمال، من مخاطر الترحيل القسري، مشدداً على أن الظروف في أفغانستان لا تسمح بالعودة الآمنة، مع ارتفاع عدد العائدين إلى أكثر من 2 مليون شخص من إيران وباكستان بين سبتمبر 2023 ويونيو 2025.

كما وصفت النائبة الخضراء لويزي أمتسبيرغ الاتصالات بـ"خطرة على السياسة الخارجية"، معتبرة إياها "شرعنة للإرهاب والقمع". 

من جهة أخرى، أجرت وفود ألمانية اجتماعات أولية مع ممثلي طالبان في الدوحة مطلع سبتمبر 2025، بوساطة قطرية، لإنشاء آلية ترحيل رسمية قد تشمل رحلات تجارية منتظمة بدلاً من الطائرات المستأجرة، في محاولة لتجاوز الاعتماد على الوسطاء الثالثين. وفي يوليو 2025، أكد دوبرينت نيته التفاوض المباشر، مشيراً إلى أن "الوساطات الحالية ليست حلاً دائماً". 

أما داخل ألمانيا، فإن الحكومة الجديدة برئاسة فريدريش ميرز تتبنى خطاً أكثر صرامة في الهجرة، مع إيقاف برامج اللجوء الإنساني للموظفين الأفغان السابقين لدى الوكالات الألمانية، وانخفاض معدلات الموافقة على طلبات اللجوء الأفغانية من 74% في 2024 إلى 52% في أوائل 2025، وفق مكتب الهجرة الفيدرالي. 

هل تمثل هذه المحادثات نقطة تحول في تعامل أوروبا مع طالبان، أم أنها ستعمق التوترات الإنسانية في أفغانستان الدامية؟