جاء هذا التصريح في سياق تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث وجه بزشكيان انتقادات حادة لترامب، مشيرا إلى أن "ما فعله ترامب مع زيلينسكي مخجل"، مضيفا: "أن يقولوا لنا ويأمرونا إفعل كذا ولا تفعل كذا، وإلا سنفعل كذا، فهذا أمر غير مقبول".
وأكد الرئيس الإيراني رفضه التام لأي مفاوضات تحت الضغط قائلا: "لن أتفاوض معك حتى تحت التهديد وإفعل ما تريد.. لا نريد أن نتشاجر مع أحد لكننا لن ننحني أمام الآخرين، ونموت لكننا لن نعيش في الذل".
اقرأ ايضأ:-
خلفية التصريح
يأتي هذا الموقف ردا على رسالة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية، دعا فيها إلى التفاوض حول اتفاق نووي جديد.
لكن هذه الدعوة تزامنت مع استمرار سياسة "الضغط الأقصى" التي يتبناها ترامب، والتي تهدف إلى عزل إيران اقتصاديا وتقليص صادراتها النفطية.
ففي مطلع فبراير الماضي، وقّع ترامب مذكرة لاستعادة هذه السياسة، التي تسعى لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، مما يعزز الشكوك حول جدية الدعوة الأمريكية للتفاوض.
موقف إيران الرسمي على الرغم من هذا الرفض القاطع للتفاوض تحت التهديد، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن طهران لم تغلق باب المفاوضات بشكل كامل.
واعتبر أن معادلة "الحرب أو المفاوضات" التي يطرحها الجانب الأمريكي تكشف عن عدم جدية الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة.
من جهته، دعم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هذا الموقف، مؤكدا رفضه لأي حوار مع واشنطن تحت الضغط، ومعتبرا أن الدعوات الأمريكية للتفاوض ليست سوى محاولة لفرض مطالبها على إيران.
تحليل الموقف
يبرز هذا التصعيد اللفظي التوتر المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تسعى واشنطن لإعادة صياغة الاتفاق النووي الذي انسحبت منه في عام 2018، بينما تتمسك طهران بموقفها الرافض لأي ضغوط خارجية.
ورغم إبداء ترامب استعداده للتوصل إلى اتفاق جديد، فإن سياسة "الضغط الأقصى" تتناقض مع هذا العرض، مما يعمق الفجوة بين الطرفين.
يعكس موقف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تصميم إيران على مواجهة التحديات الأمريكية دون الخضوع للتهديدات، مع الحفاظ على خط مفتوح للمفاوضات بشرط احترام سيادتها.
في المقابل، تستمر الولايات المتحدة في نهجها المزدوج بين الدعوة للحوار وتشديد العقوبات، مما ينذر باستمرار التوتر بين البلدين في المستقبل القريب.