اقرأ ايضأ:-
رفع المتظاهرون، الذين بلغ عددهم حوالي 150 شخصًا، علمًا فلسطينيًا ضخمًا وهتفوا بشعارات مثل "الحرية لفلسطين" و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، معبرين عن غضبهم إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
مواجهات مع الشرطة
تدخلت شرطة مكافحة الشغب لإبعاد المتظاهرين عن رصيف الميناء، مما أدى إلى اندلاع مناوشات. ووفقًا لوسائل إعلام محلية، استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق الحشود في إحدى اللحظات، وتم اعتقال أربعة أشخاص خلال الاحتجاج. على الرغم من ذلك، تمكن ركاب السفينة، الذين يُقدر عددهم بحوالي 1700 سائح، من النزول والتوجه إلى جولاتهم السياحية في حافلات، وسط إجراءات أمنية مشددة.
تكرار الاحتجاجات في الجزر اليونانية
لم تكن كريت الجزيرة اليونانية الوحيدة التي تشهد مثل هذه الاحتجاجات. ففي اليوم السابق، الإثنين 28 جويلية، شهدت جزيرة رودس احتجاجات مماثلة ضد نفس السفينة، حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحرب على غزة وشرطة مكافحة الشغب. وكانت جزيرة سيروس قد شهدت في 22 جويلية أولى هذه الاحتجاجات، حيث منع متظاهرون السفينة من الرسو، مما أجبرها على مغادرة الميناء قبل الموعد المحدد والتوجه إلى وجهة أخرى. وقالت شركة "مانو كروز" الإسرائيلية، التي تدير السفينة، إن قرار المغادرة جاء "في ضوء الوضع في سيروس".
سياق الأزمة في غزة
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الغضب العالمي إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى كارثة إنسانية، شملت مجاعة حادة أودت بحياة 147 شخصًا على الأقل، منهم 88 طفلًا، حتى نهاية جويلية 2025، وفقًا لتقارير برنامج الأغذية العالمي. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 60,034 قتيلًا و145,870 مصابًا. هذه الأرقام، إلى جانب تقارير دولية عن "إبادة جماعية"، غذت الاحتجاجات في أوروبا وخارجها، بما في ذلك اليونان، التي لطالما كانت وجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين.
ردود فعل دبلوماسية
أثارت احتجاجات سيروس استياءً في إسرائيل، حيث أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مكالمة هاتفية مع نظيره اليوناني جورج جيرابتريتيس لمناقشة الوضع. ورغم الترحيب الرسمي من السلطات اليونانية، بما في ذلك استقبال رئيس بلدية رودس ألكسندروس كولياديس للسياح الإسرائيليين بالحلويات التقليدية، إلا أن الاحتجاجات الشعبية عكست مشاعر معادية لسياسات إسرائيل في غزة.
كريت: تاريخ من التضامن
تتمتع جزيرة كريت بتاريخ طويل من التضامن مع القضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية. فقد كانت نقطة انطلاق لعدة حملات تضامنية، بما في ذلك "أسطول الحرية" الذي حاول كسر الحصار على غزة عام 2010، وشاركت نقابات يونانية في رفع دعاوى قضائية ضد قادة إسرائيليين بتهم جرائم الحرب. هذا التاريخ يعزز من رمزية الاحتجاجات في كريت، التي تعكس استمرارية الدعم الشعبي للفلسطينيين.
تأثير على السياحة
تُعد اليونان وجهة سياحية رئيسية للإسرائيليين، مع رحلات جوية يومية بين تل أبيب وأثينا والجزر اليونانية. لكن تصاعد الاحتجاجات في وجهات مثل كريت، رودس، وسيروس يهدد بتعطيل هذا القطاع. فقد أعربت تقارير عن قلق السياح الإسرائيليين من سلامتهم، مما دفع بعض السفن، مثل "كراون إيريس"، إلى تغيير مسارها إلى قبرص في إحدى الحالات.
دعوات دولية متصاعدة
تتزامن هذه الاحتجاجات مع ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لإنهاء الحصار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. فقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم جرائم حرب، كما تواجه إسرائيل دعوى بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. هذه التطورات عززت من حدة الاحتجاجات العالمية، التي تشمل عواصم أوروبية مثل لندن وباريس، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
تعكس احتجاجات كريت، جنبًا إلى جنب مع تلك في رودس وسيروس، تصاعد الغضب الشعبي ضد الحرب في غزة وتداعياتها الإنسانية. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، فإن هذه التظاهرات تؤكد على الدور المتزايد للشارع الأوروبي في الضغط من أجل العدالة والإنسانية. مع استمرار الأزمة في غزة، من المتوقع أن تتسع رقعة هذه الاحتجاجات، مما يضع تحديات جديدة أمام العلاقات الدبلوماسية والسياحية بين إسرائيل واليونان.