اتحاد الشغل، الرقم الصعب في معادلة القوى السياسية في تونس

تونس/ متابعة وتصوير: عوض سلام/ غصت ساحة "محمد علي الحامي" وسط العاصمة التونسية، أين يقع مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالجماهير الغفيرة التي تجمعت في تظاهرة مهيبة ضد تعنت الحكومة التونسية في إقرار الزيادة القانونية السنوية في رواتب الوظفة العمومية، حيث تم تنفيذ إضراب عام في كافة المرافق العمومية الخميس 7 يناير 2019، بعد إنذار للحكومة بإضراب عام سابق يوم 22 نوفمبر 2018، ورغم ذلك لم يجد الاتحاد أرضية للتفاهم مع حكومة يوسف الشاهد.

أظهر الاتحاد العام التونسي للشغل بأنه قادر على الحشد الجماهيري، وعكس حجم التظاهرة أن قيادة هذه المنظمة لها قاعدة جماهيرية عريضة ممكن أن تتحكم في القرار السياسي والسيادي في تونس متى أرادت
المنظمة الشغيلة القادرة على تحريك وأيقاف تونس

وأظهر الاتحاد العام التونسي للشغل بأنه قادر على الحشد الجماهيري، وعكس حجم التظاهرة أن قيادة هذه المنظمة لها قاعدة جماهيرية عريضة ممكن أن تتحكم في القرار السياسي والسيادي في تونس متى أرادت، ويؤكد أن لديها الثقل الكافي لتكون قوة فاعلة قادرة على تعديل ميزان الأطراف المتحكمة في البلاد، الأمر الذي يجعل من الصعب التوقع بكيف سستعامل معه تلك الأطراف(...؟) ، خاصة مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية والتشريعية.

وأصيبت كل المرافق العامة في تونس بشلل تام، كما أغلقت كافة المرافق التعليمية أبوابها طبقا لبيان صدر عن وزارة التربية وذلك من أجل الحفاظ على التلاميذ بسبب توقف حركة النقل العام.

ووسط التجمع العمالي في ساحة "محمد علي" ألقى الأمين العام نور الدين الطبوبي خطابا حماسيا وناريا حظي بتصفيق الجماهير التي رفعت شعارات ضد الحكومة وتعالت الهتافات التي تطالب برحيلها بل وبرحيل النظام عن آخره.

ووصف الطبوبي حكومة يوسف الشاهد بـ"المراهقة السياسية" وبأنها "عميلة وتأتمر من وراء البحار" بحسب تعبيره في إشارة إلى صندوق النقد الدولي، مؤكدا على عزم المنظمة الشغيلة على تحقيق مطالبها في الزيادات المشروعة واللائقة خاصة في ظل انهيار القدرة الشرائية للمواطن التونسي والإرتفاع المشط للأسعار .

وإلى جانب الشعارات التي رفعها المتظاهرون كانت هناك شخصيات غائبة حاضرة منها صور للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، والشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد، كما رفرفرت الأعلام الفلسطينية إلى جانب التونسية ورابة الإتحاد، حيث كان التفاعل الجماهيري مع أغنية "وين الملايين" للفنانة جوليا بطرس.

ومن الشخصيات ذات الحضور السلبي إلى جانب رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، كان راشد الغنوشي زعيم حزب حركة النهضة الإسلامي حاضرا ضمن هتافات الجماهير التي وصفته بالسفاح وقاتل الأرواح.

ومن الشخصيات الدولية كانت كريستين لاغارد التي رفعت صورها في شجب من الجماهير التونسية لقرارات صندوق النقد الدولي، الذي يتحكم في قرارات الحكومة التونسية، والتي قال عنها نور الدين الطبوبي أنها ترغب في أن تظهر إلى المنظمة الدولية أنها قادرة على قمع المنظمة الشغيلة.

ثم خرجت المسيرة الجماهيرية لتجوب شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية في هتاف مستمر بإسقاط النظام ورحيل الحكومة.

شاهدوا الفيديو التالي:

{vembed Y=iSuoGfiLidM}