محققون أمريكيون يكتشفون مسرب وثائق الأمن القومي انترسبت

استغل المحقوقون الأمريكيون بعض الدلائل حول شخصية مسرب وثائق لوكالة الأمن القومي والتوصل إلى هوية الشخص الذي مكن موقع "إنترسبت" منها، حيث نشر الموقع صفحات من تقرير لجواسيس أمريكيين تضمن دليلا كشف عن هوية الشخص الذي سرب الوثائق.

الدليل كان عبارة عن عدة نقاط صغيرة صفراء اللون غير مرئية تقريبا ظهرت على الوثائق التي نشرها موقع "إنترسبت" وهي نسخ قامت الشابة الأمريكية بطباعتها في مقر وكالة الأمن القومي الأمريكية.

وقد زودت عدة آلات طابعة جديدة بنظام يسمح بمعرفة توقيت ومكان طباعة الوثائق، كما ذكر موقع "إيراتا سكيوريتي".

ريالتي لايغ وينر، كانت الوحيدة التي تبادلت رسائل إلكترونية مع موقع "إنترسبت"

وعند تكبير هذه النسخ وباستخدام فيلتر خاص توصل متخصصون إلى معرفة تاريخ طباعة هذه الوثائق وكان 9 أيار/مايو 2017 الساعة السادسة و20 دقيقة صباحا والطابعة رقم 54.

وليتمكن المحققون من حصر الشبهة في ستة حواسيب طبعت وثائق في ذلك التوقيت بالذات وبالتالي تم تحديد قائمة من ستة أشخاص فحصت حواسيبهم بدقة، ثم التوصل إلى أن شابة أمريكي تدعى ريالتي لايغ وينر، عملت في سلاح الجو الأمريكي، مولودة في تكساس، تبلغ من العمر 25 عاما.

ريالتي لايغ وينر، كانت الوحيدة التي تبادلت رسائل إلكترونية مع موقع "إنترسبت"، واعترفت بأنها سربت وثيقة في 5 يونيو2017 من تقرير سري لوكالة الأمن القومي الأمريكية حول محاولات روسية لقرصنة أنظمة الانتخابات الإلكترونية الأمريكية، وتواجه عقوبة السجن لمدة عشر سنوات.

ريالتي لايغ وينر، التي لا تخفي مناهضتها الصريحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونددت بالأشخاص الذين صوتوا لصالحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لم تنكر وقالت إنها تصرفت عن قناعة سياسة.

واستخدمت وينر لهجة ساخرة على "فيس بوك" قبل الانتخابات بأيام حين تحدثت عن الاشتباه في تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، وقالت: "على الأقل عندما نصبح الولايات المتحدة لروسيا الفيدرالية ستصبح رياضة رفع الأثقال الرياضة القومية الأولى هنا".

وتتحدث ريالتي لايغ وينير عدة لغات من بينها البشتونية والدارية المستخدمتان في أفغانستان فضلا عن اللغة الفارسية.

وكانت قد عملت لصالح مؤسسة "بلوريبوس إنترناشيونال كوربوريشن" التي تنسق عمل عدة وكالات استخباراتية متخصصة في تحليل المعطيات، حيث تعاملت مع "معلومات ذات سرية مطلقة" حسب تصنيف وكالة الأمن القومي الأمريكية، مما مكنها من الاطلاع على تقرير مفترض عن قرصنة روسية لنظام الاقتراع الإلكتروني في الولايات المتحدة.