الضربة الأمريكية على سوريا: مواقف وتداعيات، السعودية وإسرائيل تؤيد وروسيا "تبرر" وإرهابي وراء تفجير كيميائي

في تدخل على قناة التاسعة التونسية قال محمد شريف نصور، إعلامي سوري، أن أبو بكر التونسي المسؤول الثاني عن الكيمياوي في جبهة النصرة هو من فجر السيارة المفخخة بالكمياوي في خان شيخون في إدلب منذ يومين.

وأوضح الإعلامي، أنه تم تجهيز السيارة لتفجيرها في منطقة أخرى لكن تم تفجيرها في خان شيخون وأن من فجرها الشيشاني وأبو بكر التونسي المسؤولان عن الكيميائي وأنهما قد قتلا في ذات المنطقة وفق قوله.

رأي المعارضة السورية

يأتي هذا بينما رحبت المعارضة السورية، بالضربات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف عسكرية للجيش السوري في حمص وسط سوريا، معتبرة هذه الخطوة "ضرورية من أجل وقف جرائم الأسد".

الموقف الروسي

كما اعتبرت موسكو أن الضربة الأمريكي على سوريا جاء مبررا للسياسة الأمريكية التي تقوم على مبدأ الإلهاء ولفت الإنتباه إلى مناطق أخرى، حيث قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تفسيرا للضربة الصاروخية الأميركية في سوريا، يختلف عن الرواية الأميركية التي تقول إنها جاءت ردا على الهجوم الكيماوي الذي شنه الجيش السوري في ريف إدلب وقتل فيه العشرات.

وقال الكرملين إن بوتن يرى الضربات الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا "محاولة من واشنطن لصرف أنظار العالم عن الضحايا المدنيين للجيش الأميركي في العراق."

ويبدو أن بوتن يشير إلى الضربات الأميركية التي أدت، حسب الأمم المتحدة، إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين غربي الموصل في دعمها للحملة العسكرية ضد داعش.

وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي يعتقد أن الضربات عقبة خطيرة أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، حسبما نقلت عنه وكالات روسية.

واعتبر أن الضربات الصاروخية الأميركية، على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص، تشكل "انتهاكا للقانون الدولي" و"عدوان على دولة ذات سيادة".

إحراج كوري ولقاءات عربية والصين

وتأتي الضربة الأمريكية بينما أحرجتها كوريا الشمالية بتجربة صاروخ باليستي ولية قبل لقاءه بنظيره الصيني، ويوم بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأطلق الجيش الأميركي، الجمعة، 59 صاروخا من طراز "توماهوك" من مدمرتين للبحرية الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية  الجوية في ريف حمص وسط سوريا.

رسالة إسرائيلية

فيما يشكل رسالة أمريكية على لسان إسرائيل لتفسير الضربة الأمريكية التي وقع توجيهها إلى سوريا، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، دعم بلاده "الكامل" للضربة الأمريكية في سوريا، معتبرا أنها "رسالة قوية" يجب أن تسمعها إيران وكوريا الشمالية أيضا.

وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه إن "اسرائيل تدعم بشكل كامل قرار الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب، وتأمل بأن تكون هذه الرسالة القوية في مواجهة تصرفات بشار الأسد المشينة مسموعة ليس فقط في سوريا، بل أيضا في طهران وبيونغ يانغ وغيرهما".

وتابع البيان أن "الرئيس ترامب وجه بالقول والفعل رسالة قوية وواضح: لن نقبل باستخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها".

من جهتها، أفادت متحدثة عسكرية وكالة "فرانس برس" أن الجيش الإسرائيلي "أبلغ مسبقا من الولايات المتحدة بالهجوم في سوريا" مؤكدا أنه "يدعمه كليا".

السعودية تؤيد

قالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن مصدرا بالخارجية السعودية يحمّل "النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية"، كما نوه بهذا "القرار الشجاع" للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن المصدر نفسه إن "قرار ترامب يمثل ردًا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده."

دول تعلم بالضربة

وقد أبلغت واشنطن باريس بالهجمات من باب العلم دون طلب أي تعاون، كما أخبرت القوات الروسية، وقال"البنتاغون" إن الضربات لم تستهدف أجزاء من القاعدة العسكرية التي يعتقد أن قوات روسية تتمركز فيها، مؤكدا أن واشنطن أبلغت القوات الروسية بالضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات بسوريا.

كما أعلمت الولايات المتحدة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأمر الضربات الصاروخية قبل شنها.

كما أفادت متحدثة عسكرية لوكالة فرانس برس بأن الجيش الإسرائيلي "أبلغ مسبقا من الولايات المتحدة بالهجوم في سوريا" مؤكدة بأنه "يدعمه كليا".

أما سوريا التي شهدت الهجوم، فقال وزير الإعلام فيها إن الضربة الأميركية كانت متوقعة ومحدودة واستبعد تصعيدا عسكريا أميركيا.

تدمير ثاني أكبر قاعدة عسكرية للجيش السوري

الضربة الأميركية التي نفذتها القوات الأمريكية استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص وسط سوريا، وتسببت في أضرار في الأرواح وأخرى مادية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية"، إن الضربة الأميركية أدت إلى قتل أربعة عسكريين من لواء الدفاع الجوي، من بينهم ضابط برتبة عميد.

وأضاف عبد الرحمن أن مطار الشعيرات، الذي يعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية للجيش السوري "دمر بشكل شبه كامل، بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي"، مشيرا إلى أن "مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل".

وفي وقت سابق الجمعة، قال محافظ حمص طلال البرازي، إن هناك قتلى وجرحى من جراء الضربة الأميركية، وأكد أن الأضرار المادية كبيرة.

وجاءت الضربة الأميركية ردا على ما قالته "استهداف طائرات عسكرية سورية بلدة خان شيخون في إدلب بالغاز السام قبل أيام، مما أدى إلى مقتل 87 شخصا من بينهم 31 طفلا، بينما لاتزال التحقيقات عن امتلاك سورية مثل هذه الأسلحة الكيميائية لم يثبت بعد.

وكان المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز قال للصحفيين إن الضربة الصاروخية الأميركية استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والإمدادت اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار.

ووصف البرازي الضربات الأميركية في سوريا بأنها تخدم أهداف "المجموعات الإرهابية المسلحة" وتنظيم داعش المتشدد.

وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون السوري أن "القيادة السورية والسياسة السورية لن تتبدل، وهذا الاستهداف لم يكن الأولى، وأعتقد أنه لن تكون الأخير".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر بتوجيه ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات في حمص التي انطلقت منها منذ يومين مقاتلات حربية سورية شنت هجوما كيماويا في بلدة خان شيخون بريف إدلب.

وذكر مسؤولون أميركيون أن الجيش الأميركي أطلق العشرات من صواريخ كروز على القاعدة الجوية ردا على الهجوم الذي يعتقد أنه تم باستخدام غاز سام في منطقة تسيطر عليها المعارضة.