الرؤية المصرية:-في خطوة قد تغير ملامح التعاون الاقتصادي العالمي، أعلن كيريل دميترييف، رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، أن دراسة جدوى لإنشاء نفق يربط بين روسيا وألاسكا بدأت قبل ستة أشهر.
المشروع الطموح، الذي اقترح تسميته "نفق بوتين-ترامب"، يهدف إلى ربط القوتين العظميين عبر مضيق بيرينغ، في خطوة قد تعزز التجارة والتواصل بينهما، لكنها تثير تساؤلات حول جدواها الاقتصادية والسياسية.
وكشف دميترييف عبر منصة "إكس" أن المحادثات بين موسكو وواشنطن بشأن هذا المشروع قد بدأت بالفعل. وخلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، أبدى ترامب اهتمامًا بالفكرة، واصفًا إياها بـ"المثيرة للاهتمام".
اقرأ ايضأ:-
من جهته، أشار بافيل إيفانكين، رئيس المركز الوطني لأبحاث النقل والبنية التحتية، إلى أن النفق يمكن أن يكون مشتركًا للطرق والسكك الحديدية، مما يعزز كفاءته الاقتصادية.
المشروع، الذي يُنظر إليه كجسر مادي ورمزي بين روسيا والولايات المتحدة، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترات متصاعدة، لكنه قد يمثل فرصة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والنقل. ومع ذلك، فإن التحديات الهندسية والبيئية الهائلة لإنشاء نفق عبر مضيق بيرينغ، إلى جانب التكاليف المالية الباهظة، تجعل من جدوى المشروع محل نقاش.
من منظور مصر، التي تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع القوى العالمية، يمكن أن يكون هذا المشروع نموذجًا لمبادرات البنية التحتية العابرة للقارات، التي قد تلهم مشاريع مشابهة في المنطقة.
ومع ذلك، فإن نجاح مثل هذه المبادرة يعتمد على استقرار العلاقات السياسية بين موسكو وواشنطن، وهو أمر يبقى غير مضمون في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية. كما أن أي تقارب روسي-أمريكي قد يؤثر على أسواق الطاقة والتجارة العالمية، التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير.
هل سيصبح "نفق بوتين-ترامب" رمزًا للتعاون العالمي، أم سيظل حلمًا طموحًا يصطدم بواقع التحديات السياسية والهندسية؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة على هذا السؤال.