جاء هذا الانتعاش مدفوعاً بقفزة حادة في الشحنات خلال العقد الثاني من الشهر، حيث بلغت 1.927 مليون طن بنمو 90%، معوضة تراجعاً سابقاً بنسبة 25.7% في الأيام العشرة الأولى.
وارتفعت صادرات القمح تحديداً إلى 3.1 مليون طن بزيادة 18.5% سنوياً، مدعومة بطلب قوي من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
رغم تصدر تركيا القائمة بـ556 ألف طن بعد رفع حظر الاستيراد، إلا أن الدول العربية حافظت على حضور قوي: مصر في المرتبة الثانية بـ481 ألف طن وزيادة طفيفة 7.9%، تلتها دول مثل السودان وعمان وإسرائيل، مع نمو ملحوظ للمغرب بنسبة 170% والإمارات بنحو 50% لتصل إلى 67.5 ألف طن. كما برزت إيران كمشترٍ جديد بـ191.7 ألف طن.
أرجعت إيلينا توريينا، مديرة الإدارة التحليلية في الاتحاد الروسي للحبوب، هذا التحول إلى زيادة الطلب التركي كمحرك رئيسي، مع انخفاض عدد الدول المستوردة إلى 27 وتركيز الصادرات على أنواع أقل تنوعاً.
وشهدت الذرة والشعير انتعاشاً محدوداً، مع تركيز على إيران وتركيا والسعودية.
تتوقع توريينا أن يصل إجمالي صادرات ديسمبر إلى 5.2 مليون طن، منها 4.7 مليون طن قمح، مما يعزز موقع روسيا كأكبر مصدر عالمي رغم التحديات الجيوسياسية.
يعكس هذا الاعتماد العربي المتزايد على موسكو جهوداً لضمان الإمدادات الغذائية في ظل تقلبات الأسعار العالمية، مع تعزيز الشراكات الاقتصادية الإقليمية لمواجهة مخاطر الجفاف والمنافسة الدولية.