الديوان الوطني للصناعات التقليدية في تونس يدعم دورالإعلام التونسي والدولي في تثمين المنتجات التقليدية وقصص النجاح في ربوع البلاد

تونس- المنستير- (شبكة الرؤية الإخبارية المصرية) متابعة وتصوير:- عوض سلام//

نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية، السبت 26 يونيو2022 ، زيارة ميدانية مؤطرة للصحافيين والإعلاميين التونسيين، ومراسلي الصحافة الدولية المعتمدين بتونس، إلى مدينة المنستير، للإطلاع على المؤسسات الحرفية وما يقدمه المكتب الجهوي للديوان من برامج مرافقة ودعم لهده المؤسسات.

صورة  مجمعة للأماكن التي تمت زيارتها ضمن الزيارة الميدانية التي نظمها ديوان الصناعات التقليدية لولاية المنستير|||
تصوير عوض سلام في 26 يونيو2022 تجمع ولاية المنستير وورشة للنحث ومعرض للصناعات التلقيدية بالساحلين وورشة صناع الفخار ، ومصنع للنسيج|||

الزيارة كانت بمرافقة مسؤولة الإتصال بالديوان الوطني للصناعات التلقيدية، سامية الفوراتي، والمندوب الجهوي للديوان بولاية المنستير، كاظم المصمودي.

النحت على الحجر، مهنة على وشك الإندثار

نقطة البداية كانت مع ورشة، تبقى الوحيدة الصامدة ضد الإندثار، حيث اختص صاحبها، فتحي عياد، في نحت التحف من الأحجار، الذي قدم للصحافيين لمحة عن حرفته التي تعتمد على الفن والصبر، بينما لم يعد يهتم بتعلمها الشباب.

كما استعرض"عياد" المواد الخام التي ينحت منها التحف، وهي حجارة صماء، ويشكلها بأدوات بسيطة، نحت بها أشكالا متعددة من التحف، والنماذج المصغرة لبعض المواقع الأثرية في تونس، ومنها نموذج لقصر الجم.

ويتنمى "عياد" أن يتعلم الشباب هذه الحرفة حتى تتوارثها أجيال قادمة ولا تصبح من بين الحرف ذات الخصوصية التونسية المندثرة..(فيديو: قصة حرفة مندثرة آخر النحاتين التونسيين على الحجر).

صناعة الفخار..من تراب جندوبة إلى جرار وتحف المكنين

تمر قطعة الفخار على ثلاثة مدن تونسية قبل أن تخرج إلى المستهلك على المستوى المحلي، أو على مستوى التصدير، وهي طبرقة من ولاية جندوبة، ثم إلى معامل ولاية نابل، لتصل في النهاية إلى ولاية المنستير، بحسب ما روى لنا عبد السلام خميس، صاحب معمل لصناعة وتصدير الفخار بمدينة المكنين من ولاية المنستير.

تبدأ قطعة الفخار من التراب الذي يتم جلبه من ولاية جندوبة إلى العجن والعصير في نابل، ثم يصل إلى المنستير.

وهناك تدخل معامل التشكيل والطهو والتزيين، حيث تمر القطعة الواحدة على حوالي 6 عمال مختصين قبل أن تخرج في شكلها النهائي، ويستطيع العمال إنتاج حوالي 150 قطعة يوميا.

يُضغط العجين على شكل أعمدة، ثم يقوم العامل بتشكيلها على حسب الطلب إما قدر أو جرة أو قلة... ثم تظل وقتا حتى تتخلص من الماء، وتبدأ عملية النقش.

إثر ذلك تدخل إلى الفرن، وهناك أفران بدائية تعمل بالنفايات، وأخرى متطورة تعمل بواسطة الغاز، وفي درجة حرارة 970 تظل حوالي 24 ساعة، بعدها تتلقاها أيادي عمال التنعيم والتظيف، ثم تبدأ مرحلة الطلاء..(فيديو:في 15 دقيقة تعرف على صناعة الفخار في تونس..تمر عبر ثلاث ولايات تنتهي في المنستير).

قصة نجاح في مجال النسيج وصناعة الفوطة التونسية

كانت البداية مع هذه الآلة البدائية لصناعة النسيج، والوصول بهذه الخيوط إلى مرحلة نهائية، وهي الفوطة التونسية.

الزيارة اخذتنا الى هناك، في جهة لمطة من ولاية المنستير، حيث كان اللقاء مع محمد أمين الصغير، مدير معمل "أرتيزانا تونيزيان"، الذي يقوم بصناعة الفوطة التونسية، وتصديرها نحو الخارج.

كان هذه الآلة اليدوية البدائية هي الإنطلاقة نحو هذا المصنع المتطور، حيث بدأ والد "محمد أمين" بها ليتولد حب الحرفة في قلب الإبن الذي انطلق في تطويرها.

هذه احدى قصص النجاح التي ما كنا لنطلع غليها، لولا تلك الزيارة الميدانية التي أمنها الديوان الوطني للصناعات التقليدية للاعلامين والصحافيين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية المعتمدة بتونس..(فيديو: قصة نجاح في مجال النسيج وصناعة الفوطة التونسية).

معرض الساحل في دورته الرابعة

اختتم البرنامج بزيارة إلى معرض الساحل الذي انتظم في دورته الرابعة، فاتحا أبوابه لكافة الزوار على اختلاف اهتمامتهم، من 17 الى 26 يونيو2022، حيث يحتوي على أقسام متنوعة بفضاء قصر المعارض بالساحل، الساحلين - بالمنستير تحت شعار" الصناعات التقليدية : ثروة وطنية " وذلك بمشاركة أكثر من 200 حرفي من مختلف جهات البلاد التونسية.

ويأتي هذا المعرض في إطار العمل على النهوض بالمنتوج التقليدي التونسي والعمل على مضاعفة فرص ترويجه والتعريف به وتشجيع استهلاكه خاصة بالجهات الساحلية وتنفيذا لاستراتيجية النهوض بالقطاع في مجال تطوير السوق التونسية والسياحية نظرا لتعدد احتياجات السوق و تنوعها.

المعرض من تنظيم الديوان الوطني للصناعات التقليدية وشركة الزيتونة للمعارض.

وجاءت هذه الزيارة الميدانية في إطار برنامج وضعه الديوان الوطني للصناعات التقليدية لعدد من الولايات من اجل تقريب المعلومة من وسائل الإعلام ومزيد التعريف بخصوصيات الجهات والتعرف على المؤسسات الحرفية المصدرة وتثمين قصص نجاح للباعثين الشبان الذين يساهمون تطوير الحرف وتجديدها ومزيد التعرف على المخزون التراثي والحرفي بالولايات.