احتضن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي هذا اللقاء الثري، الذي جاء في إطار قسم "السينما الأرمينية تحت المجهر"، حيث يعرض المهرجان 11 فيلماً أرمينياً طويلاً وقصيراً، ليمنح الجمهور التونسي فرصة نادرة لاكتشاف إبداع سينمائي ينبض بالشعرية والعمق التاريخي.
أكدت ستيبانيان، التي غادرت أرمينيا صغيرة نحو لبنان ثم درست في الدنمارك، أن التحول الكبير في السينما الأرمينية جاء ثمرة جهود أجيال ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، خاصة المخرجات اللواتي تحدين هيمنة الذكور وأ impos أصواتهن القوية.
وروت كيف بدأت السينما الصامتة عام 1924، ثم تطورت تدريجياً، لتشهد انفجاراً إبداعياً مع الأفلام المستقلة في العقد الأول من القرن الحالي.
ركزت الحديث على دور الذاكرة الجماعية في تشكيل الهوية الأرمينية، حيث تحول التراجيديا والمنفى إلى خطاب بصري يربط الماضي بالحاضر، محولاً الألم إلى فن يعكس صمود شعب يروي تاريخه عبر الشاشة.
تُعد ستيبانيان رائدة في الموجة الجديدة، بأفلامها الوثائقية والروائية التي تنسج خيوط المنفى والأمل والجروح. حصدت جوائز دولية مرموقة، مثل أفضل وثائقي في بوسان عن "Embers" (2012)، وفي آميان عن "Ceux du Rivage" (2016)، ونجمة SCAM عن "Village de Femmes" (2019).
وفي 2025، أبهرت العالم بـ"My Armenian Phantoms" في برلين، وأول روائي طويل لها "في بلاد آرتو" الذي افتتح مهرجان لوكارنو.
يبرز هذا اللقاء جسور التبادل الثقافي التي يبنيها مهرجان قرطاج، مفتتحاً آفاقاً جديدة للحوار بين السينما العربية والأفريقية والعالمية. فهل ستلهم تجربة أرمينيا موجة إبداعية مشابهة في المنطقة؟