كأس دليس دانون : فوز مدرستي بورقيبة بمنزل النور وسهلول حمّام سوسة

تونس/ متابعات/ شهد أحد الملاعب الفرعيّة لأولمبي سوسة الأحد 24 مارس أجواء رياضية واحتفالية رائعة من صنع أطفال جاؤوا من 16 مدرسة من ولايتي سوسة والمنستير من أجل التنافس على مركزين في المنافسات الجزئية القادمة التي تجمع بين المدرستين الفائزتين ومدرستين من ولايتي صفاقس والمهدية .

أما المدارس التي شاركت في مرحلة سوسة لكأس دليس دانون ممثلة لولاية المنستير فهي المدرسة الابتدائية غرة جوان بالمنستير وابتدائية السلام بالساحلين ومدرسة بوزويتة بقصر هلال ومدرسة ليميّم بقصر هلال أيضا ومدرسة بورقيبة بمنزل النور ومدرسة حيّ الرياض 3 بقصر هلال ومدرسة بئر العايب بلمطة ومدرسة بوغزالة بقصر هلال .

المدارس التي مثلت ولاية سوسة فهي مدرسة النجاح بحي الرياض ومدرسة خزامة الغربية ومدرسة الامتياز بسهلول ومدرسة حي العوينة ومدرسة بورقيبة بالقلعة الصغرى ومدرسة خزامة الشرقية ومدرسة سهلول بحمام سوسة ومدرسة وادي غنيم .

منزل النور وحمام سوسة بامتياز

بعد أن خاضت كافة الفرق الأدوار التمهيدية فسح المجال لخوض دورين نصف نهائيين في كل مجموعة كانا في غاية الروعة حيث جمع الأول بين مدرسة غرة جوان ومدرسة ليميّم وانتهى على نتيجة التعادل ( 2 - 2 ) وآلت الكلمة في النهاية إلى أبناء غرة جوان بركلات الجزاء الترجيحية : 7 - 6 .

وجمع نصف النهائي الثاني بين منزل النور وبوغزالة وفاز أبناء النور دون عناء بنتيجة 5 أهداف مقابل هدف وحيد. وأكّدت مدرسة منزل النور امتيازها مرّة أخرى حيث أمطرت شباك مدرسة غرة جوان في النهائي بخمسة أهداف نظيفة .

أما في مجموعة سوسة فقد دار نصف النهائي بين مدرسة النجاح ومدرسة الامتياز وفازت الأولى بنتيجة 2 - 1 وبين مدرسة سهلول حمام سوسة ومدرسة بورقيبة بالقلعة الصغرى وفازت الأولى بنتيجة 3 - 0 .

وفي النهائي دافعت كل مدرسة عن حظوظها حتى النهاية وانتهي اللقاء بالتعادل 0 مقابل 0 فتم الاحتكام إلى ركلات الجزاء التي اختارت مدرسة سهلول بنتيجة 3 مقابل 1 .

خلال النهائي الخاص بولاية المنستير لفت الطفل بلال الصادق من مدرسة منزل النور الانتباه وكان بطلا لهذا النهائي حيث سجّل 4 أهداف كاملة في حين تكفّل زميله حسن العيسى بتسجيل الهدف الخامس ( 5 - 0 ) .

وفي نفس النهائي وأيضا خلال الأدوار السابقة تميّز اللاعب ريّان لزرق من مدرسة منزل النور بفنيات قد لا توجد حتى عند لاعبي الفرق المدنية إذ كان سريع الحركة ومراوغا بامتياز .

وقد كان مصدر قلق وإزعاج لكافة الفرق التي واجهها ولم يجد له أي مدرّب من مدربي المدارس الأخرى أي حلّ لإيقافه أو الحد من خطورته .

ويرى مدرّبه قيس عبد الحميد أن مستقبل هذا اللاعب مشرق وكبير خاصة إذا التفت إليه أحد الفرق الكبرى بالجهة على غرار الاتحاد المنستيري أو النجم الساحلي .

أما في مجموعة سوسة فقد لفت العديد من اللاعبين الانتباه وشدّوا الأنظار على غرار الطفل عزيز بوحولي الذي كان أفضل اللاعبين خلال كافة اللقاءات وساهم بقسط كبير في فوز فريقه وتتويجه بطلا للمجموعة .

ويقول مدرّبه حسن جغام إن هذا اللاعب فنان ومبدع ويمتاز بشخصية قويّة تجعله من صنف القادة بامتياز .

منزل النور وأنقلترا ؟

أكّد مدرب مدرسة منزل النور وبعض المدربين الآخرين أن هذه المدرسة تألقت كأحسن مل يكون في كافة دورات كأس دليس دانون السابقة .

وقد شاركت منذ نحو خمس سنوات تقريبا في الأدوار النهائية العالمية التي دارت بإنقلترا وهي تقريبا أول مدرسة تنال شرف تمثيل تونس في هذه التظاهرة العالمية إذ عادة ما تكون الكلمة في هذه المسابقة على المستوى الوطني للفرق المدنية .

وفي هذا السياق اقترح العديد من المدربين على المسؤولين عن تنظيم كأس دلس دانون أن يفكّروا في إعطاء فرص أكبر للفرق المدرسية التي تجد صعوبات في التغلب على الفرق المدنية التي تفوقها على كافة المستويات .

التنظيم

كالعادة مع مرور الدورات والأعوام أصبح التنظيم في كأس دليس دانون مسألة بديهيّة لدى المشرفين على التنظيم الذين لا يتركون شاردة أو واردة حيث كان الأمن والحمية المدنية كالعادة لتأمين سلامة اللاعبين والمؤطرين وكافة من حضروا هذه اللقاءت ...

كما شهدت تغذية اللاعبين تطوّرا نوعيّا ملحوظا حيث تم التعاقد مع شركة معروفة لتأمين الغذاء الصحي تحت إشراف أخصائيين في التغذية السليمة انطلاقا من أحد المبادئ التي بنيت عليها فكرة كأس دليس دانون وهي التغذية السليمة التي تنتج عقلا سليما وجسما سليما .

الروح الرياضية قبل كل شيء

منذ النسخة الأولى من كأس دليس دانون تمّ التأكيد والحرص على أن الروح الرياضية تمثّل أهم عنصر في هذه المسابقة التي لا تركّز كثيرا على النتائج بقدر ما تركّز على المبادئ السامية للرياضة ومنها طبعا الروح الرياضية التي تتجسّد بالخصوص من خلال القبول بالنتائج مهما كانت واحترام المنافسين والمدربين والحكام وربط علاقات الصداقة بين الأطفال من مختلف المدارس التونسية .

وقد تجلّى هذا الحرص أمس بسوسة حيث تشنّجت أعصاب لاعبي مدرسة خسرت في نصف النهائي فسارع المدربون والمؤطرون وأعضاء لجنة التنظيم بتطويق الأمر والتذكير بأهمية الروح الرياضية في هذه الكأس بالأساس .

ولا يمكن المرور دون الحديث عن الفرحة التي لمسناها في عيون كافة الأطفال المشاركين الذين أكّد أغلبهم أن كأس دليس دانون تمثّل لهم أحسن فرصة مهمّة للإنتقال من جهاتهم والتقاء أطفال آخرين بمدارس أخرى وربط صداقات معهم وهذا أيضا أحد المبادئ التي تقوم عليها كأس دليس دانون .