عضو البرلمان الإيطالي بييرا ييلو، التي جمعت بين فانديتا وروبن هود

إيطاليا:- إذا كان فانديتا رمزا للأنتقام، فقد كان روبن هود رمزا لتحقيق العدالة، وتصبح بييرا ييلو، شخصية جمعت بين الإثنين، داخل البرلمان الإيطالي.

قضت السبعة وعشرين عامًا الماضية تحت غطاء برنامج حماية الشهود؛ حيث عاشت بهوية أخرى لحمايتها من تهديدات المافيا بالقتل.
Source de l'image: - google

هي سيدة إيطالية من صقلية، تبلغ من العمر 52 عامًا، لم تكن موجودة في السجلات الرسمية الإيطالية، على الأقل بهويتها الحالية. قضت السبعة وعشرين عامًا الماضية تحت غطاء برنامج حماية الشهود؛ حيث عاشت بهوية أخرى لحمايتها من تهديدات المافيا بالقتل.

كان زوجها نيكولا أتريا، رجل عصابات تم إرغامها على الزواج منه، وأعدمه خصومه من رجال العصابات أمام عينيها في مطعم البيتزا، الذي كان يديره الزوجان سويًّا، وحينها بدأت "ييلو" حياتها المستعارة عام 1991، عندما كان عمرها وقتها 18 عامًا.

بييرا ييلو تمردت على عُرف "أوميرتا" السائد في صقلية بشأن التزام الصمت حيال جرائم العنف، وأبلغت الشرطة عن قتلة زوجها.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، قالت "ييلو": "حين توفي زوجي قلت لنفسي إن هذا يكفي، وإنني أدرك أنني أتخذ القرار الصائب".

وكي تدخل "ييلو" المعترك السياسي، كان يتعين عليها أولًا الخروج إلى العلن، وفازت في مارس 2018، بمقعد عن حزب حركة "خمس نجوم" الشعبوي في مجلس نواب إقليم تراباني مسقط رأسها.

وأصبحت عضوا في مجلس النواب الإيطالي.

وخلال حملتها الانتخابية، عُرفت "ييلو" بـ"المرشحة الشبح"؛ لأن وجهها كان مخفيًّا في الملصقات والمواد الدعائية الأخرى لأسباب أمنية.

ووصل الأمر إلى أن تخوض "ييلو" حملتها الانتخابية وهي ترتدي قناعًا؛ لكنها تتذكر قائلة: "عندما التقيت الناخبين، كنت أطلب منهم عدم التقاط الصور لي، واحترم الناس مطلبي".

وتضيف "ييلو" أنها لم تتوقع هذا القدر من الداعمين في دائرة انتخابية تخترقها المافيا بقوة؛ خاصة مع سجلها السابق كمخبرة للشرطة.

وأضافت "ييلو" قائلة: "لكن (حقيقة فوزي) جعلتني أدرك أن المواطنين أمثالي يتغيرون ويتوقون إلى سيادة القانون".

وقد أثار فوز "ييلو" طعنًا قضائيًّا؛ نظرًا لأن المرشح الخاسر ادعى أن "ييلو" خرقت القانون بالتسجيل كمرشحة بهويتها الحقيقية؛ بينما هي قانونيًّا تحمل هوية أخرى.

وحكم القاضي بإسقاط تهم التزوير بحق "ييلو"، وفي الوقت الحالي استعادت اسمها الحقيقي ولم تعد هويتها سرية؛ لكنها لا تزال تحت حماية الشرطة؛ وهو الأمر الذي تعتقد أنه سيستمر طيلة حياتها.

وتابعت "ييلو" قائلة: "قررت أن أكشف عن وجهي؛ فقط لأن إخفاءه يتعارض مع العمل العام. إن عدم إمكانية استخدام المرء لاسمه الحقيقي هو بمثابة خسارة جزء من النفس".