قصة بائعة الهوى كريستين كيلر التي زلزلت البلاط الملكي البريطاني

كريستين كيلر، مولودة في 22 فبراير عام 1942، في أوكسبريدج غرب لندن.

والدها هجر الأسرة عندما كانت طفلة صغيرة، وإضطرت كريستين ووالدها إلى السكن في عربات سكك حديدية، رفقة عشيق الأم إدوارد هيش.

تعرضت لانتهاكات جنسية خلال مرحلة المراهقة من قبل عشيق والدتها وأصدقائه.

كريستين كيلر

تركت كيلر المدرسة دون الحصول على أية مؤهلات وعملت نادلة وموديل للتصوير.

حملت وهي في سن الـ 17 وقد حاولت عدة مرات الإجهاض دون جدوى، ولكن الطفل توفى بعد عدة أيام من ولادته.

عملت كيلر بملهى موراي في حي سوهو العريق كنادلة تقدم المشروبات ثم عارضة شبه عارية على المسرح وارتبطت بعارض آخر هو ماندي رايس ديفيس. وقد ارتبطت بعلاقات جنسية مع زبائن الملهى رغم أن الإدارة كانت تمنع ذلك.

وفي موراي التقت بطبيب العظام ستيفن وارد الذي كانت لديه قائمة زبائن من الأثرياء المهمين ومن بينهم النائب المحافظ فيسكونت أستور.

وانتقلت للحياة في شقة طبيب الأسنان رغم أنهما احتفظا بصداقة أفلاطونية. وكان يصطحبها للحفلات حيث قدمها للعديد من أصدقائه بما في ذلك بيتر راشمان رجل الأعمال ذو السمعة السيئة، والذي ارتبطت معه بعلاقة.

وفي 8 يوليو/تموز عام 1961 لفتت انتباه وزير الحرب البريطاني، آنذاك، بروفومو عندما كانت في حمام السباحة. والذي كان في ذلك الوقت متزوجا بالممثلة فاليري هوبسون.

بروفومو في ذلك الوقت  كان نجما صاعدا داخل الحكومة البرطانية.

 تواصل بروفومو مع كيلر وارتبطا بعلاقة قصيرة.

كما التقت خلال تلك الحفلات بيفغيني إيفانوف مساعد الملحق العسكري بالسفارة السوفييتية، والذي كان صديقا لطبيب الأسنان.

وزعمت كيلر لاحقا أنها أقامت علاقة مع إيفانوف في نفس الوقت الذي كانت تلتقي فيه ببروفومو، ولكن العديد من المعلقين استبعدوا ذلك.

كما ارتبطت أيضا بعلاقة مع رجلين آخرين هما لاكي غوردان وجوني إدغيكومب والذي وصل الصراع بينهما عليها لحد قيام الأخير بإطلاق النار على شقة كانت تختبئ فيها كيلر.

وجذبت تحقيقات الشرطة في هذه القضية الصحافة التي سرعان ما كشفت عن علاقتها ببروفومو.

وأدت المخاوف من إمكانية حصولها على أسرار من بروفومو وتمريرها إلى إيفانوف بحزب العمال إلى اعتبار المسألة برمتها قضية أمن قومي وإثارتها في مجلس العموم.

وتم إجبار بروفومو على المثول أمام مجلس العموم حيث نفى وجود علاقة جنسية مع كيلر، مؤكدا أن "أنا وكريستين كيلر كنا مجرد أصدقاء".

ولاحقا اعترف بالكذب على المجلس فيما يتعلق بعلاقته بكيلر، واستقال من منصبه كوزير دولة للحرب.

وفي أواخر عام 1963 تم اتهامها بالكذب في شهادتها في قضية إطلاق النار التي فجرت الفضيحة وحكم عليها بالسجن 9 أشهر.

وفي عام 1964 فاز حزب العمال في الانتخابات بعد اتهام المحافظين بعدم الصلاحية للحكم على خلفية هذه القضية.

بعد خروجها من السجن ابتعدت كيلر عن الأنظار حيث ارتبطت بزيجتين لم تعمرا طويلا، ولكنهما أثمرتا عن طفلين. وأصدرت 5 كتب عن حياتها تحول أحدها إلى فيلم سينمائي.

في ذلك الوقت في الستينيات كانت المؤسسة الحاكمة بحاجة لدعم الصحف "التابلويد" والتي كانت من جانبها تسعى وراء الفضائح لتحافظ على التوزيع. وتقول كيلر: " كانوا يريدون أن يسمعوا عن الجنس، ولكن بقية القصة لم يرد أحد أن يسمعها".

توفيت كريستين كيلر بطلة فضيحة "بروفومو" الشهيرة في ستينيات القرن الماضي عن عمر يناهز 75 عاما، وذلك بحسب ما أعلنت أسرتها.