وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يدخنون "بشراهة" طوال حياتهم ما زال بإمكانهم الحد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض سرطان الرئة عن طريق الإقلاع عن التدخين.
الدراسة أجراها معهد ويلكوم سانغر وجامعة كوليدج لندن، قالت أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين بخلايا رئة سليمة أكثر من الناحية الوراثية، مع نمو خلايا جديدة سليمة وصحية، بحيث يتم تجديد بطانة الشعب الهوائية.
وتصبح الخلايا بدورها أقل ميلاً لتطوير الإصابة بالسرطان في المستقبل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وقالت الدراسة إن "الأشخاص الذين يدخنون بشراهة وكثافة لمدة 30 أو 40 سنة أو أكثر يقولون لي إن الوقت قد فات للإقلاع عن التدخين، وأن الضرر حدث بالفعل".
الدراسة اشتملت الأشخاص الذين قاموا بتدخين أكثر من 15000 علبة سجائر طوال حياتهم، ولكن بعد بضع سنوات من الإقلاع عن التدخين، استعادت العديد من خلايا الشعب الهوائية في الرئتين بطانتها، ولم يظهر أي دليل على أضرار التبغ".
وبحسب الدراسة، التي نُشِرت نتائجها في مجلة نيتشر، فقد قام باحثون بتحليل خزعات من الرئة لستة عشر شخصاً، وهي مجموعة شملت مدخنين ومدخنين سابقين وأشخاصاً لم يدخنوا أبداً وأطفالاً.
وأظهرت النتائج أن 9 من كل 10 خلايا رئوية لدى المدخنين الحاليين تحتوي على يصل إلى 10000 طفرة وراثية إضافية كنتيجة مباشرة للمواد الكيماوية المرتبطة بالتبغ، مقارنة مع غير المدخنين.
وفي الوقت نفسه، كان لدى أكثر من ربع تلك الخلايا التالفة، في رئات المدخنين، طفرة واحدة على الأقل لمرض السرطان.
لكن بالنسبة لأولئك الذين أقلعوا عن التدخين، اكتشف الباحثون وجود "مجموعة كبيرة من الخلايا" التي تبطن الشعب الهوائية التي "نجت" من الأضرار الجينية الناجمة عن السجائر في الماضي، وعثر على تلك الخلايا، غير المتضررة، أيضاً عند أولئك الذين لم يدخنوا أبداً.
وبينت الدراسة أن معدل وجود مثل هذه الخلايا عند المدخنين السابقين أكثر 4 مرات من نظرائهم المدخنين الحاليين.