كما طرح الباحثون أسئلة عن المشتركين في الدراسة على أقاربهم؛ من أجل أن تكون الصورة كاملة وموضوعية. واستنادًا إلى المعلومات، التي جمعها الباحثون خلال هذه السنوات الطويلة، توصلوا إلى استنتاج لا لبس فيه، وهو أن سعادة الإنسان يهبها له المحيطون به؛ الأقارب والأصدقاء والزملاء.
والأهم ليس عددهم بل نوعيتهم وجودتهم؛ فإذا كان هناك الثقة، الحب، الصداقة، الثقة، الاستعداد للاعتماد على الآخر؛ فإن النظام العصبي للإنسان يرتاح، وتزول حالات التوتر، وينخفض الألم العاطفي وعدم الرضا.
وبعبارة أخرى، يمكن اعتبار الشخص سعيدًا إذا كانت حياته مبنية وفق هذه الأسس والمبادئ. ويمكن أن نضيف إلى استنتاج علماء جامعة هارفارد: للسعادة التامة، يحتاج الشخص في حالات معينة إلى الشعور بالحرية الداخلية والاستقلالية، ومعنى وجوده ومشاركته في بعض الأعمال الكبرى.
ويعتقد البعض خطأً، أن السلطة والأموال وقوتها وأحيانًا الترف والملذات، يمكن أن تجلب السعادة.
ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، وهذا ما أثبته العلماء أيضًا في هذه الدراسة؛ فقد اتضح لهم أن مَن يملك السلطة والثراء؛ هم أكثر عُرضة للقلق والتهيج والخوف والرهاب والاكتئاب وغير ذلك؛ أي أن قلة الأموال ليس مشكلة كبيرة، إذا كان الشخص مُحاطًا بأشخاص جيدين يمكنه الاعتماد عليهم، وهذا هو الغنى بعينه، وليس كثرة الأموال والحسابات المصرفية.