لم يكن في قريتها سجلات ميلاد عندما كانت طفلة، كما قالت.
لم تذهب قط إلى المدرسة أو تتعلم القراءة أو الكتابة. وهي تتكلم لغتها فقط؛ الكُرمنجي الكردية.
والدها توفي عندما كانت صغيرة، و أمها تركتها عندما كانت في الرابعة عشرة. وبعد ذلك بوقت قصير تزوجت ورُزقت بتسعة أطفال.
"عايدة" مولودة في العهد العثماني وعاصرت الحربين العالميتين، وأخيراً شهدت على دمار قريتها، وقد غادر غالبية أقاربها -الأطفال والأحفاد وأبنائهم- إلى تركيا أو أوروبا عام 2011م، في أوائل الحرب، ولم يبقَ أحد سواها في سوريا.
ومع تفاقم الصراع في سوريا غادرت قريتها في محافظة الحسكة الواقعة في الشمال الشرقي للمرة الأولى، وتوجهت إلى اليونان في سبتمبر بمساعدة عائلة لم تكن تعرفها. حملها الأب على ظهره لمسافات طويلة من الطريق.
اليوم، "عايدة" تعيش في شقة في أثينا، في إطار برنامج الإسكان الخاص بالبلدية الذي يؤمن أكثر من 200 وحدة لحوالي "1,600" طالب لجوء، وهو جزء من برنامج أوسع نطاقاً تديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتموله المفوضية الأوروبية التي أمنت أكثر من "20,000" مكان في شقق مؤقتة وفنادق بأسعار خاصة ولدى عائلات مضيفة.