والآن، بدأت المنظمات الصهيونية في البحث عن يهود جدد من أجل جلبهم إلى إسرائيل، واتخذ البحث منحنى جديد. فقد بدأت منظمات صهيونية في البحث داخل العالم العربي والإسلامي، عن "مسلمين لهم جذور يهودية".
ورغم أن المنظمة تدعي أنها غير صهيونية، وإنما تهدف إلى منع "اليهود المسلمين" من الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، وإعادتهم إلى اليهودية، إلا أن العملية قد تكون مقدمة لخطوات لاحقة، ضمنها الهجرة إلى إسرائيل. شبكة إسرائيلية باللغة العربية، في يونيو ٢٠١٩، بدأت تعمل على شبكة التواصل الاجتماعي، وتتوجه إلى "المسلمين ذوي الجذور اليهودية، بحسب الشريعة" لإعادتهم إلى "الشعب اليهودي".
المنظمة اسمها "ياد لأحيم (يد للإخوة)"، تعرف نفسها على أنها منظمة تعمل كل ما بوسعها "من أجل عدم ضياع أي يهودي"، وأنها تحارب الاندماج والانصهار، وتعمل على "تكريس قيم اليهودية".
وبحسب الشريعة اليهودية، فإن "اليهودية تنتقل من الأم إلى أبنائها، وإذا كانت الأم أو الجدة (والدة الأم) يهودية، فإن الأولاد والأحفاد يكونون يهودا أيضا.
وفي تقرير للصحفي الإسرائيلي، مردخاي غولدمان، والذي يعتبر محللا سياسيا وعسكريا في صحيفة "حريدية"، فإن هذه المنظمة تطمح للوصول إلى "أولئك المسلمين الذين كانوا يهودا، بحسب الشريعة، ومحاولة إعادتهم إلى الشعب اليهودي".
وأشار التقرير إلى أن الحملة كان لها أصداء، حيث توجه مسلمون من دول عربية، مثل الأردن ولبنان واليمن إلى المنظمة الإسرائيلية.
ويقود الحملة الشاعر والمغني الإسرائيلي، زيف يحزقئيل، الذي يتقن اللغة العربية، ويعزف ويغني أغاني لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وبات معروفا للفلسطينيين والعرب عامة.
ويتوجه يحزقئيل إلى مشاهديه وهو يحمل العود بيده قائلا: "من كانت أمه أو جدته يهودية، فهو يهودي"، ويضيف أن "الشعب اليهودي يريد عودتهم بأذرع مفتوحة.. هذه فرصة لكل من ولد لأم يهودية، ليقول لنفسه إنه يريد تجديد العلاقة مع الخالق... فإذا كنت ابنا لأم يهودية، فقد حان الوقت لتبدأ حياتك من جديد".
ويشدد أحد قادة المنظمة، الراف شموئيل ليفشيتس، في حديثه مع "المونيتور" على أن المنظمة لا تحاول "تهويد مسلمين، لأن اليهودية تعارض ذلك"، مضيفا أن المنظمة لا تريد لأي مسلم أن يغير دينه، وإنما يتركز نشاطها "مع اليهود، بحسب الشريعة، المعنيين بجذورهم اليهودية".
ويقول ليفشيتس إنه يتم فحص كل طلب بعمق للتأكد من وجود "جذور يهودية"، مشيرا إلى أن هناك نحو 30% من الطلبات في مراحل فحص متقدمة تظهر "الجذور اليهودية"، وأن هناك الكثير من التوجهات التي لم يتمكن أصحابها من إثبات علاقتهم باليهودية ما يمنع تحقيق تقدم.