لا احد يعلم التاريخ الدقيق لميلاد زارو آغا الذي تحدثت عنه صحيفة نيويورك تايمز في 20 يوليو 1930 وعن رحلته إلى الولايات المتحدة والضجة التي رافقته خلال زيارته إلى مدينة نيويورك كونه الرجل الأطول عمراً حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن زارو آغا البالغ من العمر 156 عاماً، أكثر ما استمتع به هو حوض الحمام في فندق الكومودور الذي نزل به في المدينة إلى درجة أن مرافقيه تحايلوا عليه كي يخرج من الحوض.
زارو المولود في مدينة بدليس جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، كان الرجل الأطول عمرا في ذلك الوقت وكان مثار اهتمام الاوساط العالمية خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته.
وحسب موقع "اخبار بدليس" ولد زارو أغا ما بين عام 1774 و1777 وهو ينتمي لعشائر الظاظا الكبيرة وعندما بلغ الثامنة عشر من العمر هاجر إلى اسطنبول واستقر في حي توب خانة وأمضى بقية حياته هناك.
زارو آغا تزوج 11 مرة وأنجب آخرأبنائه وهو في السادسة والتسعين من العمر، وبلغ إجمالي عدد أبنائه 36، وماتوا جميعاً قبل وفاته باستثناء واحد منهم. وعندما توفي كان أصغر أبنائه بنت في الستين من العمر.
قاتل زارو أغا عام 1798 تحت قيادة أحمد باشا الجزار في عكا ضد جيش نابليون. كما شارك في الحرب التركية-الروسية عام 1828وأصيب في ساقه فأمضى بعض الوقت في مسقط رأسه ببدليس.
كما شارك في بناء مسجد اورتاكوي في اسطنبول عام 1853. وذاع صيت زارو آغا حول العالم في السنوات الأخيرة من حياته فتلقى دعوات لزيارة العديد من الدول باعتباره الشخص الأطول عمراً والباقي علي قيد الحياة، ومن بينها بريطانيا والولايات المتحدة وهناك صور وحتى شريط مصور له بلا صوت خلال وجوده في الولايات المتحدة.
وخلال وجوده في الولايات المتحدة ركب زارو آغا الطائرة لأول مرة ووصف تجربة ركوبها بأنها أمتع تجربة مر بها بعد مشاركته في معركة الدفاع عن عكا ضد نابليون وكان عمره عندما ركب الطائرة 156 عاما.
وزار زارو آغا الولايات المتحدة للاشتراك في بعض الأفلام والاستعراضات.
وفحصه الأطباء وأكدوا بأنه كان يتمتع بصحة جيدة. ونقلت بعض وسائل الإعلام عن زارو آغا قوله "سأعيش إلى الأبد".
وكان زارو أغا يجد صعوبة في التحدث باللغة التركية فكان خلال المقابلات الصحفية التي أجريت معه في الولايات المتحدة وغيرها يتحدث بلغته الأم الكردية. وعندما سئل عن سر تمتعه بطول العمر والصحة الجيدة قال إنه يتناول الخيار واللبن (الزبادي) يوميا وهو شبه نباتي.
وهناك صورة لزارو آغا وهو يحمل أحد الممثلين خلال زيارة نيويورك.
وتعرض زارو أغا لحادث سير في نيويورك بسبب عدم تعوده على كثافة السيارات في مدينته الأصلية اسطنبول، وأشار الأطباء إلى أنه من شبه المستحيل أن يعيش زارو آغا طويلا.
وبعد انتهاء جولته الأمريكية عاد إلى بريطانيا عام 1931 دون أن يحصل على قرش واحد عن رحلته إلى الولايات المتحدة.
ولم يعش زارو آغا طويلا بعد ذلك، فقد تدهورت صحته البدنية والعقلية وتوفي في مستشفي شيشلي في اسطنبول في يوليو/تموز 1934 وتم دفنه في مقبرة أيوب باشا بالمدينة. وتبين بعد إجراء التشريح على جثته أنه توفي بسبب فشل كلوي.