وأشار عبد اللطيف الصيادي خلال المحاضرة، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين عقد العزم على أرساء قواعد دولة الاتحاد فإنه لم ينطلق من دوافع شخصية أو سياسية أو حتى استراتيجية بقدر ما كان ينطلق من قناعة راسخة مؤدّاها أن قدر هذا الوطن أرضاً وإنساناً أن يكون في لحمة وطنية وتاريخية واحدة غير قابلة للتشتت والتمزق، وأن الاتحاد ليس منشأً لفكرة مُستجدة وإنما هو تأصيل وتصحيح لحقيقة تاريخية ثابتة تشهد بوحدة هذا الشعب وتكامله الاجتماعي عبر العصور والأزمان.
واستشهد الصيادي بعددٍ من الوثائق التاريخية الصادرة عن الحكومة البريطانية التي تؤكد عبقرية القائد المؤسس في مواجهة الظروف المحلية والإقليمية والدولية لتأسيس الاتحاد وقيام دولة الامارات، موضّحاً الاستراتيجيات الناجحة التي وضعها لتحقيق حلم الاتحاد والمساعي الدؤوبة التي بذلها في سبيل ذلك جبناً إلى جنب مع إخوانه من الآباء المؤسسين، وكيف استطاع بحنكته وشخصيته الفذّة أن يحقق العبور الآمن بالإمارات من مرحلة التأسيس، إلى مرحلة التجذّر والثبات، فمرحلة الانطلاق والنهوض الحضاري، فمرحلة العالمية، لتُصبح في فترة زمنية قصيرة - بمقاييس أعمار الدول - من أرقى دول العالم وأكثرها حداثةً وتطوراً وازدهاراً.
وتناول الصيادي عبقرية زايد في رسم شكل الدولة الاتحادي، وكيف تمكن بعين حكمته القيادية من إقناع الجميع بأن الاتحاد بات ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية والانطلاق نحو التنمية الشاملة التي تضمن الرخاء والسعادة لشعب الإمارات، مُبيناً فلسفة القائد الباني في إرساء أول كيان اتحادي (فدرالي) على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط، ليُصبح نموذجاً يُحتذى بوصفه من أنجح الاتحادات التي عرفتها المنطقة والعالم عبر أكثر من قرن من الزمان، مشيراً إلى السمات التي تُميز هذا الاتحاد بما يتضمنه من دعامات كُبرى نص عليها الدستور تحقق للاتحاد علوّه وتضمن للإمارات المكوّنة له ذاتيتها وخصوصيتها في إطار الدولة الواحدة.
وأكد المحاضر الصيادي أن المسيرة التي بدأها "الشيخ زايد" مازالت متواصلة بفضل التوجيهات الحكيمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والرعاية الحثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.