وتقول نعيمة، بحسب تصريحاتها لأكثر من صحيفة مغربية، إن مطلبها الوحيد هو التعرف على تفاصيل حالتها الصحية، ومن ثم علاجها حتى تتمكن من إتمام حياتها اليومية بشكل طبيعي.
وتعود أطوار الحكاية إلى سنة 2009، والتي بدأت بحمل عادي أكدته الفحوصات والتحاليل الروتينية، لكن الوضع خرج عن نطاق المألوف عند الشهر السابع، إذ إنه وعلى الرغم من انتفاخ بطنها لم تعد الفحوصات تظهر أي علامة لوجود جنين داخل بطنها، بحسب رواية المعنية.
وقالت نعيمة إنها عرضت نفسها على أكثر من طبيب، وتنوع تشخيصهم للحالة، لكنهم أجمعوا على أن الجنين غير موجود ببطنها.
وتقول نعيمة أنها قصدت يوماً مستشفى سيدي سعيد بمدينة مكناس، واستغرق فحصها من طرف خمسة أطباء أحدهم جاء خاصة من الرباط ليفحص حالتها، من الثامنة صباحاً إلى الثالثة بعد الزوال، وتم إخضاعها للفحص لأكثر من 12 مرة، غير أنه في كل مرة تظهر الصورة بيضاء ولا يتضح لهم أي شيء.
وأثارت قصة نعيمة جدلاً واسعاً بالمغرب، بين مُكذب لتفاصيلها، ومتحدث عن مُعجزة أو سحر وشعوذة، الأمر الذي دفع وزارة الصحة المغربية إلى التدخل وعرض المرأة على الفحص الطبي لدى أطباء معتمدين.
وقالت الوزارة في بيان لها، بعد عرض المعنية على الفحوصات، إن هذه الأخيرة ليست حاملاً، ولا يحتوي بطنها على أي جنين في أي مرحلة من مراحل النمو.
وكشفت الوزارة أن المعنية قد تم عرضها على طاقم طبي متخصص، متكون من طبيب للنساء والولادة، وطبيب للجراحة الباطنية، وطبيب مختص في الكشف بالأشعة، وطبيب نفساني. وبعد معاينة الطاقم الطبي لتلك السيدة، وقيامه بالفحوصات المعمقة والدقيقة لحالتها، تبين له مرة أخرى أنها غير حامل، وأنها تتطلب المواكبة على مستوى النفسي.
من جهته، فسر جواد المبروكي، المحلل النفساني، في تصريح لموقع “اليوم 24” (مستقل)، هذه الحالة بما أسماه “الحمل النفسي”.
وقال إن الحمل الكاذب الذي يمكن أن تعيشه النساء تتنوع حالاته، من نسوة لا يعرفن منه سوى بعض أعراض الحمل، ما بين أعراض خفيفة، لا تتجاوز الغثيان، إلى حالات قد يذهب فيها تقمص دور الحامل إلى أبعد حد، وهو “الهذيان”.
وأوضح أن هذه المرأة التي تدعي أنها حامل في سنتها التاسعة، تعاني من مرض اسمه “الحمل العصبي”؛ وهو مرض يصيب عدداً من النساء إما في مقتبل العمر في بداية العشرينات من حياتهن، أو على مقربة من سن “اليأس”، وهو ما يعكس حسب قوله تخوفهن من مرور الوقت دون تمكنهن من الإنجاب.
وأكد أن “التوهم في حالات الحمل العصبي يؤدي فعلياً لانتفاخات في البطن بمثل هذا الحجم الذي عايناه في هذه الحالة، وتتفاعل فيه عضلات البطن مع التفكير في الحمل، لتنتج هذه التحركات القوية”.
وأضاف: “هذا النوع من الحمل الكاذب موجود في كل دول العالم، وهو الحمل الذي يمكن تجاوزه فعلياً بجلسات الدعم النفسي، وأدوية تختلف قوة مفعولها مع حجم كذب الحمل”.