وأضاف "عند وصولنا للمكان شاهدت عددا من أفراد التنظيم يرتدون زيا أسودا موحدا. وواحد وعشرين شخصا آخرين بزي برتقالي. اتضح أنهم مصريون، ما عدا واحد منهم إفريقي".
ويواصل الإرهابي روايته عن الجريمة "وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو "أبو المغيرة القحطاني" والي شمال أفريقيا.. وعرفت من الحاضرين أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم".
وأشار إلى أن داعش استخدم تقنيات تصوير متطورة وثلاث كاميرات، فواحدة كانت مركبة على سكة متحركة وأخرى في ذراع طويلة متحركة وثالثة مثبتة على الشاطئ، فيما كان "أبو معاذ التكريتي" والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني أشبه بالمخرج والمشرف على كل حركة في المكان.
وتابع "التكريتي كان يعطي أوامر التحرك والتوقف للجميع، فقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ"أبوعامر الجزراوي" والي طرابلس، ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات".
وأضاف "توقف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة.. فتوجه إليه "رمضان تويعب" وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام، إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم".
وتابع "كان التكريتي لا يتوقف عن إصدار التوجيهات إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع، بعد ذلك طلب التكريتي من الجزراوي أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث. كانت هذه آخر لقطات التصوير".
وبعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، مما ساعد الشاهد على معرفة بعض القتلة وبعضهم كان من تونس المجاورة، وكان الآخرون سود البشرة، فيما كان "أبو عامر الجزراوي" قائد المجموعة، وهو من كان يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار.
وتابع الشاهد "أمر القحطاني بإخلاء الموقع، فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسياراتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر".
وقادت هذه الشهادة النيابة العامة إلى مكان دفن الجثث، حيث جرى الكشف عليها، لتستكمل باقي الإجراءات من أخذ الحمض النووي ثم تسليم الجثث إلى ذويها.