وعلى جسر الحجون المجاور لمقابر المعلاة تتواجد أطياف من هذا الحمام، حيث وفرت له السعودية منذ أكثر من عشرة أعوام ستة أبراج خاصة به على قمة مظلات شارع المسجد الحرام بجوار الجسر.
ويتصف هذه الحمام بلون شديد الزُرقة من رأسه لرقبته وطرف جناحيه وذيله الأسود، أما الجزء المتبقى من جسده فلونه أزرق يميل إلى البياض، وفى جناحيه وذيله خطان أسودان لا يوجد مثلهما في غيره، وهي بمثابة الإشارة إلى أنه الرمز المميز له، كما أن هذا الطير لا يعشش فوق الكعبة، ولا يحلق في سماء البيت العتيق، وإنما فقط يطوف حوله.
ويردد البعض، أن أصل حمام الحرم يعود إلى الحمامتين اللتين عششتا على غار حراء أثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان جزاؤهما الطيب أن يعيشا هما وذريتهما آمنين في الحرم، ولكن هكذا يسمع الناس ويرددون، ولا يدرى أحد مدى حقيقتها، فلا دلالات قاطعة عليها، ولكن ما يجزمون به أن هذا النوع من الحمام هو محبوب أهل مكة، لأنه ارتبط بهم وارتبطوا به، فكان العشق المتبادل بينهم.
ويقول الدكتور فواز الدهاس، أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، وفقاً لصحيفة “المدينة” السعودية، أن حمام الحرم له خصوصية عن غيره من حمام العالم أجمع، كما أن العدد الهائل الموحد له كان من أكبر ميزاته ولهذا تكاثر في مكة المكرمة، وبالتالى حرمة صيده فى البلد الحرام سببت هذا التكاثر، كما أن السلف أخذوا بأحاديث منع تنفير طير الحرم، حتى أن البعض منهم كما روى كان يفدى إذا تسبب في قتل أحد هذه الطيور.