وتعكس تلك المستندات أهمية بلدة "البعاج"، التي تقع شمال غربي العراق، بالنسبة للتنظيم الإرهابي، وأنها كانت مركزا قياديا رئيسيا، ربما للبغدادي نفسه.
وأشار كاتب التقرير، مارتن تشولوف، إلى أنه بمجرد الدخول لأحد مباني البلدة، وجد معلقا على جدرانها أحزمة ناسفة، وبعض البنادق وعدد من القنابل الموقوتة.
وتابع قائلا "في إحدى الغرف وجدت أيضا سترات ناسفة، وعددا من الملفات، التي تشرح بعض القواعد الرئيسية الخاصة بالتنظيم، مثل طريقة معاملة الرقيق (العبيد) وكيفية اللبس والتصرف".
ومضى بقوله "بعد برهة من الوقت اكتشفنا أن المبنى منقسم لنصفين، أحدهما عبارة عن مصنع لتجهيز القذائف والأحزمة الناسفة المستخدمة في العمليات الإرهابية، والنصف الآخر عبارة عن إدارة لقيادات تنظيم داعش".
وأشار إلى أن الإدارة القيادية الخاصة بالتنظيم كانت مختصة بإصدار الغرامات والفواتير والهويات الفردية.
وبالبحث عن مكان تواجد زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، أجرت "الغارديان" عددا من اللقاءات مع سكان "البعاج"، والذين تحدثوا أن مجرد السؤال عن البغدادي كان يمكن أن يكلف الشخص حياته.
وقال صبحي محمد، أحد سكان "البعاج" (هذا اسما مستعارا لأنه يخشى من احتمالية استهدافه)، إنهم تعلموا خلال سيطرة "داعش" على البلدة ألا يطرحوا أسئلة عن زعيم التنظيم، بالرغم من أنهم كانوا يعلمون بصورة كبيرة أنه يعيش بينهم.
وتابع قائلا "إنه أمر خطر جدا أن تحاول الاستقصاء عما يجري أو مجرد طرح موضوع البغدادي مع أي فرد في التنظيم أو حتى ساكن عادي بالبلدة".
ونقل التقرير عن ساكن آخر، قوله إن "البغدادي كان لديه نحو 10 منازل آمنة في البعاج، ولكن لم يكن يمتلك أحد الشجاعة الكافية للسؤال عن المنزل، الذي يقطن فيه البغدادي".
وأضاف، قائلا "كنا نعلم أنه يعيش بيننا لنحو عامين، وكان متواجدا في البعاج حتى مارس/آذار الماضي".