وقال القاضي، إن الأدلة الاستخباراتية التي تم جمعها تبرر فتح تحقيق مع المشتبه به، الذي نقلته وحدة العمليات الخاصة في الشرطة الألمانية، بمروحية، إلى كارلسروه -مدينة تقع ببادن فورتمبورغ، ولا تبرر حبسه.
لكن الإدعاء العام في برلين، حرص على عدم إطلاق سراحه، وطلب توقيف آخر بحقه، لمحكمة ابتدائية بتهمة تقديم وثائق هوية مزورة للسلطات، وتم نقل المتهم مجدداً لبرلين، بعد إدخاله للحبس الاحتياطي، فيما تتواصل تحقيقات الادعاء العام الاتحادي بشأن تورطه بنشاطات إرهابية.
المحكمة قالت أن المتهم، ويدعى "أشرف الت" قدم جواز سفر مزوراً للسلطات، ووصف محامي المتهم تقديم طلب اعتقال ثان بـ"الفضيحة"، بحسب موقع تاغز شاو.
وكان الادعاء العام الاتحادي قد ذكر في بيان يوم أمس، أن المعتقل في برلين كان على تواصل مع عضو من "داعش" في سوريا، المكلف بعمليات التنظيم في الخارج، وأنه تلقى من هناك الإذن بالتخطيط لهجوم على الناس في ألمانيا قريباً.
وقال المشتبه به للشرطة، إنه لاجئ سوري يبلغ من العمر (٢٧ عاماً)، لكن الدوائر الأمنية الألمانية تعتقد أنه تونسي يستخدم اسماً مزيفاً هو "أشرف التـ"، كان يعيش في شقة أحد المتطوعين في خدمة اللاجئين في برلين. ولم يتم العثور على أية مواد ناسفة في الشقة عند تفتيشها.
وبحسب موقع مجلة فوكوس، تلقَّت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) الألمانية معلوماتٍ بشأن تخطيطه لتنفيذ هجوم في وقت قريب من قبل المخابرات الأميركية، ليلة الثلاثاء، ما تسبَّب في حالة استنفار.
وأوضحت المجلة، أنه بحسب المعلومات التي حصلت عليها، أن الأميركيين اعترضوا خلال مراقبتهم الهاتفية مكالمةً بين "أشرف" وقيادي من "داعش" متواجد بسوريا، وطلب فيها منحه الإذن أخيراً لتنفيذ هجوم، قائلاً إنه لا يرغب في الانتظار أكثر، فأعطاه قائده الإذن بتنفيذ هجوم.
وبعد حصول السلطات الألمانية على هذه المعلومة من نظرائهم الأميركيين وتقييمها، اعتقل المشتبه به بعد أقل من ٢٤ ساعة في برلين. وكشفت التحقيقات عن وجود "إشارات واضحة" -على كمبيوتر المتهم الشخصي- تشير إلى أن هجوماً بـ"سلاح طاعن" كان مخططاً في برلين.
لكن هذه التفاصيل نفتها من جانبها وكالة الأنباء الألمانية، اعتماداً على معلومات من دوائر التحقيق في القضية، موضحة أن "المحققين لم يكونوا يعلمون متى وأين كان ينوي الشاب تنفيذ الهجوم"، وأيضاً "لا يعرفون الطريقة التي كان يريد تنفيذ هجومه بها".
وعمد المتهم بعد نقله لقسم الاحتجاز لدى الشرطة إلى ضرب رأسه بجدران الزنانة، في محاولة منه للانتحار فيما يبدو، فوضع عناصر الشرطة خوذة على رأسه وقاموا بتقييده، وفقاً لمجلة "فوكوس". وكان انتحار "البكر" في زنزانته بعد اعتقاله بمثابة تحذير للسلطات، عن طريقة التعامل مع مشتبه به في قضايا من هذا النوع.