وقالت "باهر غفور"، لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إنه "اعترفت جدتي وأمي آنذاك بأننا لسنا مسلمين، وكان الدين حتى ذلك الحين لا يعنيني، ولكنني لحظة سماعي بأصلي الحقيقي، شعرت بصلتي بالرب".
أضافت: جدتي تحدثت لي عن الأعياد اليهودية والشريعة اليهودية وتأسيس دولة إسرائيل وعن شقيقاتها الساكنات في إسرائيل.
وتصف ما كان يعتريها من خوف لو باحت بيهوديتها في المدرسة، وعن تلاوة القرآن الصباحية في المدرسة، والتي لم يصدر عنها خلالها سوى حركة الشفتين، بينما كانت تشعر بالخوف من اكتشاف أمرها.
وبعد عدة سنوات، وحين بلغ عمرها الخامسة عشرة، زار منزل العائلة شاب في الثالثة والعشرين طالبا يدها.
وجدت باهر نفسها مجبرة على الزواج منه، ولم تكن الحياة الزوجية أمرا هينا بالنسبة لها، حيث انتقلت من دار والدتها إلى دار أهل الزوج، ثم حملت فتوقفت عن الدراسة، وبانتهاء الصف الحادي عشر كانت قد أصبحت أما لطفلين.
وأشارت إلى أن نقطة التحول في حياتها كانت في عام 2006، حين اكتشف زوجها أصلها اليهودي، ما دفعه إلى المغالاة في التدين، حيث بات يصلي الصلوات الخمس ويزور المسجد للاستماع إلى الخطب، وهو ما لم يكن عهده من قبل".
وأوضحت باهر أن "زوجها طالبها بالتحجب وارتداء الفساتين السوداء، وحين رفضت، لجأ إلى ضربها.
أما الأطفال فكان يعاملهم برقة، ولكنه بات يعلمهم الإسلام لساعات كل يوم، وحين كان يخرج للعمل كان يقفل على زوجته باب البيت ويجبرها على مشاهدة البرامج التلفزيونية الدينية".
وفي سنة 2015 هربت باهر من بيتها للمرة الأولى ولاذت ببيت أمها، هي وابنها الطفل الصغير أحمد.
وقد بعث زوجها بولديها الأكبر إلى تركيا، مهددا بأنها لن تعود لرؤيتهما، فيما لو لم تعد.
وبعد عودتها أبلغها بأنها لن ترى أولادها حتى تعتنق الإسلام، كما منعها من الاتصال بأهلها.
وفي عام 2016 تمكنت من الفرار مرة أخرى بعد أن انهال عليها بالضرب القاسي وأقفل عليها في غرفة النوم، ومنعها من تلقي العلاج الطبي.
وعلى امتداد تلك الفترة ظل يتصل بها مهددا بأنه سيبيعها إلى داعش باعتبارها أمة، ومذ ذاك لم تعد إلى رؤية أطفالها.
وبعد أن تمكنت من عبور الحدود التركية والاتصال بابن عمها في إسرائيل، والذي كانت للتو اكتشفت وجوده، فأنشأ اتصالاً بينها بين رجل أعمال إسرائيلي معروف لدى السلطات التركية، والذي ساعدها في مغادرة تركيا والقدوم إلى إسرائيل قالت: "كنت أخطط للوصول إلى مكان آمن، ثم التعرف على مكانهم واستجلابهم".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن "باهر اليوم تسكن لدى أقربائها اليهود الذين كانت تعرفت عليهم قبل فترة وجيزة جدا، حيث تتحدث معهم باللغات الكردية والفارسية والعربية، وقد مضى عليها في إسرائيل أربعة شهور، وهي تتوق إلى اليوم الذي يتوقف فيه زوجها عن البحث عنها، لتستطيع إعادة أطفالها إليها.
وعن وصولها إلى إسرائيل، قالت "لم أهدأ إلا بعد إقلاع الطائرة، ولم أتمكن من النوم، بل ظللت أنظر عبر النافذة لئلا يفوتني منظر دولة إسرائيل من السماء، وحين لاحظت أضواء تل أبيب، بت أشعر بأن قلبي يكاد ينفجر من فرط سعادتي".