الباجي قايد السبسي هو الرئيس الرابع الذي يتولى الحكم في البلاد التونسية، دون حساب فترة الانتقال بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، حيث تولى محمد الغنوشي رئاسة الجمهورية التونسية، بخطأ في تنفيذ بنود الدستور، يليه فؤاد المبزع.
كما يعتبر الباجي قائد السبسي ثالث رئيس جمهورية منتخب حيث تم انتخاب زين العابدين بن علي بعد انقلابه على الحبيب بورقيبة ضمن انتخابات اجراها عام 1989، ثم ترشيح محمد المنصف المرزوقي ضمن المجلس التأسيسي، ثم صعود الباجي قايد السبسي في انتخابات 2013 على رأس الحزب الذي أسسه في "نداء تونس".
وبحسب الدستور التونسي فإن في حال الشغور الدائم لمنصب رئيس الجمهورية فإن رئيس مجلس نواب الشعب رئاسة الجمهورية إلى حين إجراء انتخابات رئاسية خلال 3 شهور، وبذلك يتولى محمد الناصر منصب رئيس الجمهورية، قبل 3 شهور على الموعد الرسمي الذي كان محددا للإنتخابات التشريعية والرئاسية.
وقد توفي الباجي قايد السبسي قبل 4 أشهر على وفاة عهدته الرئاسية التي تنتهي في نوفمبر 2019.
الباجي قائد السبسي مولود في نوفمبر 1926؛ هو سياسي ومحامي تونسي، تقلّد العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة، ثم عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية. وترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 أمام الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وانتخب بنسبة 55.68% رئيساً سادساً للبلاد متفوقا على منافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي حصل على نسبة 44.32% .
تسلم مهام منصبه رسمياً في الحادي والثلاثين من ديسمبر لعام 2014 ميلادية.
كان له دور هام في مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس، إثر الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد في 2013 وانتهاج سياسة التوافق التي جمعته مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ومكونات سياسية أخرى.
تلقى الباجي قائد السبسي دراسته بمعهد الصادقية بتونس العاصمة ثم أكمل الجزء الثاني من الباكالوريا بديجون سنة 1948 وفي 1949 تحول إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق أين التقى بالحبيب بورقيبة الابن وتوطدت بينهما علاقة سمحت له بالالتقاء بالحبيب بورقيبة الأب سنة 1950. ثم عاد إلى تونس يوم 15 جويلية 1952 بعد إنهاء دراسته الجامعية.
الحياة المهنية
بعد عودته إلى تونس انضم إلى مكتب المحامي فتحي زهير في نفس السنة وأدى القسم يوم 3 أكتوبر 1952 وانطلق فورا في الترافع بعد أسابيع قليلة وإثر اغتيال فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر. واشتغل لفترة طويلة كمحامي لدى الاتحاد العام التونسي للشغل.
الحياة السياسية
تولى منصب رئيس الوزراء التونسي منذ 27 فبراير 2011 إلى غاية 13 ديسمبر 2011.
وتولى عدة مسؤوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991.
ودرس في كلية الحقوق في باريس التي تخرج منها عام 1950 ليمتهن المحاماة ابتداءً من 1952. سياسيا، ناضل الباجي قائد السبسي في الحزب الحر الدستوري الجديد منذ شبابه وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الحبيب بورقيبة ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية.
وفي 1963 عين على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962. عام 1965 عين وزيرا للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري، وقد ساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. تولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه لغاية 12 جوان 1970 ليعين سفيرا لدى باريس. جمد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي وعام 1974 وقع رفته من الحزب لينضم للمجموعة التي ستشكل عام 1978 حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري، وقد تولى في تلك الفترة إدارة مجلة ديمكراسي المعارضة. رجع إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 15 أفريل 1981 عين وزيرا للخارجية خلفا لحسان بلخوجة.
لعب دورا هاما أثناء توليه المنصب في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط. في 15 سبتمبر 1986 عوض بالهادي المبروك على رأس الدبلوماسية التونسية ليعين بعدها سفيرا لدى ألمانيا الغربية. بعد انقلاب 7 نوفمبر 1987، أنتخب في مجلس النواب عام 1989 وتولى رئاسة المجلس بين 1990 و1991. قام بسرد تجربته مع بورقيبة في كتاب "الحبيب بورقيبة، البذرة الصالحة والزؤام" الذي نشر عام 2009.
في 27 فبراير 2011 عينه الرئيس المؤقت فؤاد المبزع رئيساً للحكومة المؤقتة وذلك بعد استقالة محمد الغنوشي. واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011 حين قام المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المنتخب في 12 ديسمبر 2011، بتكليف حمادي الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة بتشكيل الحكومة الجديدة[5]. ترشح للانتخابات الرئاسية التونسية 2014.
عن حزب نداء تونس الذي قام بتأسيسه سنة 2012 وتمكن من الفوز في الإنتخابات إثر إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم 22 ديسمبر 2014 عن فوزه بشكل أولي قبل الطعون وإعلان النتائج النهائية النتائج الأولية للدور الثاني للرئاسي، بنسبة 55.68 بالمائة من جملة الأصوات مقارنة ب 44.32 لمنافسه منصف المرزوقي. وأصبح الرئيس الرابع للجمهورية التونسية. تولى فيما بعد تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة إثر اختياره من قبل الحزب الأغلبي كمرشح لرئاسة الحكومة من قبل البرلمان التونسي