فراس الأسد، أحد أبناء رفعت، عمد في الأيام الأخيرة إلى نشر تفاصيل عن حياة والده، لكن هذا يبدو انه لم يرق لبعض أخوته فكتب على فيسبوك يقول:
«بكل الحزن والأسى قرأت منشورا لأخي، دريد رفعت الأسد، يهددني فيه بأنهم سوف يحفرون قبري إن أنا تابعت في كتابة ذكرياتي التي أنشرها».
وأضاف: «أنا أكتب اليوم لأطالبكم بأن تمهلوني عاماً واحدا فقط، حتى يتثنى لي كتابة القسم الأهم من ذكرياتي والتي تحتاج كلها لعامين أو ثلاثة أعوام من الكتابة المتواصلة، وبعد ذلك سوف أذهب معكم إلى مكان القبر، وسوف أساعدكم بالحفر لو أردتم، علّ ذلك يخفف شيئا من ذنوبكم».
وتابع: «جزء كبير من ذكرياتي هو حق مشروع لكل مواطن سوري، لكل أم شهيد، ولكل ابنة شهيد، ولكل الذين سقطوا على هذه الأرض من ضحايا الظلم والقهر والاستبداد».
ويروي فراس في مذكراته أن علاقة والده «مع الدولة الفرنسية كانت قوية جدا ولديه في إطار الطبقة السياسية والأمنية علاقات شخصية متعددة، وكان جميع السوريين التابعين له في فرنسا يحملون إقامات فرنسية والتي كان يتم الحصول عليها بمجرد الطلب إلى ضابطة اتصال فرنسية، تدعى نادين».
ويضيف: «كان لوالدي عدة لقاءات مع الرئيس الفرنسي في حينها فرنسوا ميتران، وقد حضرت أحد تلك اللقاءات في منزل المرحوم فرنسوا دوغروسوفر والذي كان صديقا شخصيا ومستشارا للرئيس الفرنسي».
وفي شهادة من سجن الأمن التابع لسرايا الدفاع في المنطقة الملاصقة لمطار المزة العسكري، يكتب فراس: «كان المسؤول عن السجن وقتها شخص اسمه عزيز حمود، في أحد الأيام، دعاني لرؤية ما وصفه بالسجين المضحك جداً».
وتابع: «كان السجين ذا لحية طويلة جدا، وكان الوسخ قد أكله تماما، وكانت رائحته كريهة بشكل كبير، خاطبه عزيز حمود سائلا إياه ان كان لا يزال مصرا على الدعاء عليه كلما رآه؟ فهز الرجل برأسه إيجابا ثم استدار عزيز إلي وشرح لي بأن هذا الرجل يدعو عليه بدعاء غريب وبطريقة غريبة في كل مرة يأتي به ليضربه».
كذلك يكشف فراس أن صديقا للعماد ميشال عون، الذي كان آنذاك منفياً (أصبح الآن رئيساً للجمهورية)، طلب منه وساطة لتنسيق مصالحة مع النظام السوري.
وكتب فراس: «قابلت جوزيف أبو ديوان، لبناني وفرنسي الجنسية، في جنيف وقال لي إن ميشال عون اليوم غير ميشال عون بالأمس، إن الجنرال يريد العودة إلى لبنان بأي ثمن، وهو جاهز للتنسيق مع سوريا إلى أبعد الحدود».
وأضاف «وقال أيضاً (صديق عون) اتصلت بأبيك، والتقيت به، وشرحت له الأمر، ولكن جوابه كان غامضا ولم يجبني لا سلبا ولا إيجابا…! وهنا سألته باستغراب شديد: وكيف لك بعد هذا الجواب من والدي أن تظن بأنني قادر على المساعدة في أمر لم يجبك هو إليه؟»