وفي إطار اجتماع عقدته جمهورية تنزانيا المتحدة، أيّد وزراءٌ ومُمثّلون من اثنتي عشرة دولة أفريقية بشكل جماعي إعلان دار السلام للعمل من أجل القضاء على الإيدز لدى الأطفال من خلال وضع استراتيجيةٍ ملموسةٍ تستند على أربع ركائز، تشمل الفحص والعلاج المُبكر للرُضّع والأطفال، وتوسيع وصول النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية إلى سبل العلاج، والحؤول دون وقوع إصابات جديدة بين النساء والفتيات الحوامل والمُرضعات، وإزالة العوائق القائمة على النوع الاجتماعي والحقوق الاجتماعية والتمييز الهيكلي التي تعترض وصول عددٍ كبيرٍ من الأشخاص إلى الخدمات.
وقال الدكتورة بينيناه إيوتونج، رئيسة مكتب مؤسسة "إيه إتش إف" إفريقيا، في معرض تعليقها على هذا الأمر: "نرحّب بهذا السعي لتجديد الجهود المبذولة لتعزيز استجابة أفريقيا لفيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز لدى الأطفال، والتي ما زالت عنصراً أساسياً لمُكافحة مرض الإيدز حول العالم على الرغم من تضاؤلها على مرّ السنين.
إنّ حماية مُستقبل هذه القارة، التي تضمّ أكبر عدد من الشباب في العالم، تتطلب أيضاً تطبيق الأنظمة والأدوات والإجراءات الصحيحة لتفادي ولادة أطفال مُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وضمان حصول الأطفال والمراهقين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على العلاج والرعاية المُنقذين للأرواح".
وبحسب برنامج الأمم المتحدة المُشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ("يو إن إيدز")، يموت طفلٌ في جميع أنحاء العالم من أسباب مرتبطة بالإيدز كل خمس دقائق، ويتلقى نصف الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية مضادات الفيروسات القهقرية فقط.
بالإضافة إلى ذلك، بلغت نسبة وفيات الأطفال المرتبطة بالإيدز نحو 15 في المائة من إجمالي الوفيات في عام 2021، على الرّغم من أنّ الأطفال يُشكّلون 4 في المائة فقط من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم، وأصيب 160 ألفاً بفيروس نقص المناعة البشرية حديثاً.
وأردفت الدكتورة بينيناه قائلة: "نتطلع إلى دعم الجهود التي تبذلها الحكومات ووكالات الأمم المتحدة المختصة والرامية لترجمة هذا الالتزام على أرض الواقع، اعتماداً على حضورنا في سبعة من هذه البلدان الاثني عشر. ونحن نأمل في مُساءلة هؤلاء القادة في المستقبل".
ويُشكّل هذا الإعلان جزءاً من التحالف العالمي الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز الرامي للقضاء على انتشار الإيدز لدى الأطفال بحلول عام 2030.
وتتألف الدفعة الأولى من الأعضاء الذين تم اختيارهم من اثنتي عشرة دولة تعاني من عدد كبير من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهي أنغولا، والكاميرون، وساحل العاج، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، والموزمبيق، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، وجمهورية تنزانيا المتحدة، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي.
وتدعم "إيه إتش إف" جهود الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز في صفوف الشباب من خلال اعتماد نهج مختلفة، من قُبيل برنامج "قانون الفتيات" الشهير، وهي مبادرة تمكّن الشابات والفتيات عبر تزويدهنّ بالمعلومات والخدمات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والصحة الجنسية والإنجابية، وإدارة النظافة أثناء الحيض، والمنح الدراسية، والدعم النفسي الاجتماعي لتحقيق نتائج صحية أفضل.