الحقوق الجنسية والإنجابية ..ATLتونس تدق ناقوس الخطر في أذان الإعلاميين خلال دورة تدريبية (2)

تونس/ شبكة الرؤية الإخبارية الدولية المصرية/ كتب: عوض سلام/

كان اليوم التالي من الدورة التدريبية التي نظمتها الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسياً والسيدا (تونس) ATL، مكملا لليوم الأول الذي تمحور حول "الحقوق الجنسية والإنجابية/ النوع الاجتماعي"، حيث التركيز على المعوقات المجتمعية والقانونية والثقافية للمحافظة على تلك الحقوق، أثثها الباحث في القانون أسامة بوعجيلة.

الحقوق الجنسية والإنجابية ..ATLتونس تدق ناقوس الخطر في أذان الإعلاميين خلال دورة تدريبية (2)|||
|||

 

وفي البداية قدم أسامة بوعجيلة ورقة استبيان لقياس مدى ادراك الحاضرين بماهية الحقوق الإنجابية والجنسية؟، ووجهة نظر كل شخص حول أهميتها، والمعوقات التي يري أنها تعيق الإنسان من التمتع بها.

الحقوق الجنسية والحق في الحياة

قدم "بوعجيلة" شرح حول الحقوق التي يتمتع بها كل إنسان في المجتمع والمضمونة بالقانون، في بعضها، والمكتسبة لعلوية الدستور في البعض الآخر، وهو الحق في الحياة لكل إنسان على أرض تونس، وليس فقط لكل مواطن.

وفي تساؤل استنكاري، قال "بوعجيلة" إن القائمين على تطبيق القانون لا يأتمرون أو يلتزمون به، بل يلتجؤون إلى وجدانهم في تعاملهم من الأشخاص منتهكين حقوقهم الجنسية، وبينما يجهل البعض أن تلك الحقوق مكفولة بالقانون فإن هذا ينضاف إلى المعوقات ليتمتع الإنسان بها.

واستشهد "بوعجيلة" ببعض الحوادث التي تعرض لها بعض الشباب الذي لجأوا إلى الجمعيات الناشطة في مجال التوعية بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي لاقتناء وسائل الواقية ومحاولة توجيه تهم  البغاء السري إليهم، وهذا ما أكده رئيس مركز "الياسمين"، سيف الله مكنون، الذي قدم نموذجا من نموذجا واقعيا لإحدى بائعات الهوى التي تحدثت عن الخدمات التي يقدمها المركز من أجل المحافظة على صحتهم وصحة عملائهم، مما يؤكد على أهمية تواجد مثل هذه المراكز وانتشارها في البلاد.

ولخص "بوعجيلة" معوقات الحقوق الجنسية والإنجابية في عدد من العناصر، ومنها:

  • جهل الأشخاص بقانونية حقوقهم
  • نقص السياسة الاتصالية لتوعية الأشخاص بحقوقهم
  • القوانين الزجرية التي تأتي بنتائج عكسية
  • عدم تطبيق القانون من جانب القائمين على تنفيذه والاهتداء بوجدانهم وثقافاتهم
  • حالة التوتر السياسي التي تعيشها تونس بما يجعل من الصعب بمكان الالتفات إلى صيانة هذه الحقوق

وأكد الدكتور أسامة بوعجيلة على أن تلك المعوقات تأتي بالنتائج السلبية التي على رأسها انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وتسجيل موجة ارتفاع في تونس بعد أن كانت في الماضي مثالا يحتذى به في السيطرة على انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة، لتسجل جمعية ATLوحدها 82 حالة مرضية، بينما كان عدد الحالات في تونس كلها 80 حالة.

ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسيدا في تونس

هذه الوضعية الصحية في تونس أكدتها الإطار بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسياً والسيدا (تونس) ATL، سنية الترخاني، خلال مداخلة قدمتها ضمن اليوم التدريبي حول معوقات التمتع بالحقوق الجنسية، في إشارة إلى النتائج السلبية لمنع الجمعية من ممارسة أعمالها التوعوية بالمعاهد والجامعات والمبيتات الجامعية.

وأوضحت "الترخاني" أن أبواب الجمعية مفتوحة للعموم بينما أبواب المؤسسات المستهدفة بالعملية التوعية موصدة أمام الجمعية، وأكدت على أن التحليل لاكتشاف المرض موجودة ومجانية وسرية لكل من يرغب.

وقالت "الترخاني" إنهم رفعوا العديد من التوصيات لسلطة الإشراف بغرض تسهيل مهام الجمعية حتى لا تستفعل الوضعية الصحية في تونس، نتيجة لعدم الوعي، والمخاوف من التتبعات العدلية التعسفية.

التعاون الإعلامي

وفي ختام اليوم الثاني والدورة التدريبية التي قدمتهاATLعلى مدار يومي 22،23نوفمبر2022، قدم الإعلاميون مقترحات للتعاون مع الجمعية من أجل دعم دورها التوعوي وتنوير الرأي العام في غياب دعم الهياكل المعنية التي تعمل على تقليص دورها انطلاقا من منطق الرجعية والظلامية.

وكانت مقترحات التعاون الإعلامي مع جمعية ATLمتنوعة بحسب نوع وسيلة الإعلام، وتمثلت المسموعة في سلسلة برامج إذاعية، وبرامج الاستفسارات الصحية من المستمعين سواء على الهواء أو التسجيل.

كما عبر الإعلامين عن ضرورة استقطاب زملائهم من كافة المنابر للتعاون مع الجمعية، إضافة إلى المتابعة الحضورية لأنشطتها، أو عن طريق البلاغات والدراسات الصادرة عنها، إضافة إلى إجراء سلسلة من الحوارات المرئية لتوعية المواطنين، وتسجيل ومضات توعية يقع بثها على صفحات التواصل الاجتماعي الموثوقة الناطقة بأسماء وسائل إعلام حقيقة وليست وهمية.